.. بالغيب - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
حين يتصالح العقل مع العجز ! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : سالم حيد الجبري - مشاركات : 2 - )           »          رُفعت الجلسة.. قصيدة نثر.. آخر ما كتبت (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          جِدَارِيّات..! (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 389 - )           »          حكم وأمثال وخواطر (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          متعلق بروحي (الكاتـب : ميــرال - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 13 - )           »          ؛؛ رسائِل للغائِبين ؛؛ (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 404 - )           »          تعريفات في كلمة ونص (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : عبدالله السعيد - مشاركات : 534 - )           »          أَعـتَــرِف .! (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : عبدالله السعيد - مشاركات : 43 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2894 - )           »          ممنوع دخول الرجال (الكاتـب : فاتن حسين - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 169 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-23-2008, 11:00 PM   #1
ابراهيم سلطان
( كاتب )

افتراضي .. بالغيب


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قصة قصيرة جديدة من كتابتي .. أتمنى إنها تنال إعجابكم

.
/
.

رغم أصوات منبهات السيارات ، و رغم أضواء الرادارات التي تلتقط صور سيارته ، و رغم الشتائم التي تصل لمسامعه من بعض رواد الشارع .. إلا إنه لم يكن هناك شيئاً يوقفه .. أو بالأحرى لم يكن هناك شيئاً يوقف حزنه المتدفق .
كيف ترفض هذه اللجنة الغبية بعثته لجامعة هارفارد ؟ كيف سمحت لهم ضمائرهم بذلك ؟ فقد جد و اجتهد و سهر الليالي ليحصل على البعثة .. و في النهاية تأتي هذه اللجنة و تحطم حلمه الجميل بكل سهولة ..
كانت نسبته تؤهله بقوة لدخول الجامعة ، كذلك بعض الدورات التي حصل عليها ، فقد كان محباً و شغوفاً بالعلم .. و لو إن أحداً سأله عن هوايته لقال : جمع الشهادات .. (( على غرار جمع الطوابع !! ))
حينها بكى حسن .. أجل بكى .. و من يلومه ؟ من يلومه و هو يرى أقصى أمنياته تدفن في قعر لا يستطيع الوصول له إلا بحدوث معجزة .. و لكن زمن المعجزات انقضى و ولى .. و لم يعد له أثر سوى في القصص و الروايات الخيالية ..
تلقائياً أوقف سيارته أمام أحد الفنادق الشهيرة بالدوحة ، فقد أصر جسده أن يأخذ قسطاً من الراحة .. و لا مفر من ذلك .. نزل إلى الفندق و هو مثقلاً بالأحزان التي يستطيع قراءتها كل من ينظر في وجهه .. دخل أحد المقاهي في الفندق و طلب كوباً من القهوة .. و لم يكد يعدل من جلسته إلا و فتاة جميلة .. بل آية من الجمال .. تجلس أمامه.
لو إن أحداً من شباب الـ " ستي سنتر " كان مكان حسن ، لشعر بفرحة لا تعادلها فرحة و سيشعر بأن الحظ ابتسم له بهذه الفريسة التي يبدو عليها سهلة جداً ، و لكن حسن .. أمام جمال الفتاة و حسن منظرها .. شعر باشمئزاز شديد منها ، لم يعرف لماذا و لكنه أحس و كأنه سيتقيأ !
ابتسمت الفتاة بخبث و تكلمت بطريقة تثير الاشمئزاز أكثر في نفس حسن .. " تبدو حزيناً و مثقلاً بالهموم .. سأنسيك همومك و أحزانك مقابل ثلاثة آلاف ريال ، و هو سعر المبيت معي لمدة ليلة" .. أجل هذا ما قالته تلك الوقحة و هي تساوم على أغلى ما تملكه الفتاة بمبلغ من الريالات !!
لم يملك حسن سوى أن ينظر لها باحتقار شديد ، و أن يترك المكان لها و يخرج .. وسط دهشة تلك الغبية بأنه رفض جمالها و جاذبيتها .. و لم تدري إنه ينتظر ما هو يفوق جمالها آلاف بل ملايين المرات لدى رب لا يضيع عباده المتقين .
ركب حسن سيارته و قصد المنزل ، و في طريق العودة كان الحزن لا يزال يعتريه بسبب الجامعة و لكن رغم الحزن .. كان هناك نشوة و سعادة تسللت لقلبه بسبب موقفه .. فقد أصبح من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .. و شعر بنفس الوقت بالأسى على تلك المومس التي تبيع شرفها مقابل أموال ستنقذها من فقر و عذاب الدنيا و لكنها لن تنجيها و لو مثقال ذرة من عذاب الآخرة الشديد !!
وصل حسن للمنزل ، فتح الباب ، و ما إن هم بالدخول حتى سمع صراخ والدته و هتافها و زغردتها .. تفاجأ !! كيف لها أن تفرح و قد دفن حلم ولدها بنفس اليوم ؟!
اتجهت والدته نحوه .. كان وجهها مبللا ً بدموع الفرح .. خاطبته و صوتها يشق طريقه وسط الدموع : مبروك يا حسن .. مبروك يا بني .. لقد اتصل بالمنزل مسئول من لجنة قبول الطلاب و أخبرني بأنه قد تم قبولك للبعثة !!

... عندها ابتسم حسن ابتسامة واسعة .. فقد تذكر قوله تعالى : " إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة و أجر كبير " ..


(( ربما كان هذا جزاء حسن على تعففه ، فقد عاد حلمه ليفرحه.. و ها هو حسن يرسم آمال و أحلام سيحققها خلال فترة دراسته و بعدها .. كان هذا جزاءه في الدنيا .. فيا ترى ماذا ينتظره في الآخرة من رب يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها ؟! ))

 

ابراهيم سلطان غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.