أخشى الإنفجار ..

[عبدالله السعيد]

يسارعون نحو كل تشريع من شأنه التضييق وكأنهم يسارعون في الخيرات
لطالما حاولت التودد لهذا الأمر والتآخي مع حيثياته وسارت الأمور على مضض المهم أنها سارت
لكن في الفترات الأخيرة أصبح الأمر لا يطاق وأنا رجل لا يتقن الظهور بشكل
يتنافى مع باطنه البعض يتقن هذا الأمر وفي كل شؤون حياته إطمئنوا هذا يختلف
عن النفاق إذ أن البعض لهم قدرة عجيبة على ضبط النفس والتماهي مع المعطيات
ولديهم حالة إمتصاص غريبة لكل المواقف السيئة والصادمة يذكروني بالإسفنج هههه
المهم سأخبركم بالأمر لكي تساعدوني وتمدوني بما ترونه ويهمني أكثر تقييمكم لموقفي فربما
أكون على خطأ فأتراجع وأتدارك ما يمكن تداركه قبل أن يقع المحذور وتخرج الأمورعن السيطرة
في فترة ليست بالقصيرة تم سحب أوراق توقيع الحضور والإنصراف من الأقسام ووضعوها
في سكرتارية مكتب المدير وواجهت بعض الصعوبات بالأخص في وقت الإنصراف كلما أحضر
أجدهم قد غادروا وليست المشكلة هنا بل عندما أطلب الورقة في اليوم التالي لتوقيع إنصراف
اليوم السابق أجد بعض التلميحات والمماطلات فأصبحت أنسحب من قسمي قبل نهاية الدوام
وأتجه للإدارة لتوقيع الإنصراف قبل مغادرتهم إذ أن دوامهم ينتهي قبل نهاية دوامي بمعنى
بادرت بإيجاد حل للأمر رغم أني مستاء من ذلك فليست مشكلتي أن أوقات إنصرافنا مختلفة,
مؤخرا إستجد أمر لا أستطيع أن أحتمله أكثر ولا أعلم كيف تمالكت نفسي صباح هذا اليوم
ولم أشتم الجميع وأفرق تجمعهم وأدفعهم خارج المكتب الواحد تلو الآخر !
حيث أنه في الآونة الأخيرة وعند توقيع الحضور أجد مجموعة من الموظفين
متكومين في غرفة السكرتير الصغيرة ويتبادلون الأحاديث لدرجة أننا نحتك في بعضنا البعض من الزحمة
حمدا لله أنه لا يوجد معنا نساء وإلا ربما تصل الأمور لقضايا تحرش بسبب هذه الإحتكاكات العفوية المهم
أنا أحضر وأنتظر حتى تخف الزحمة لكي أتمكن من التوقيع وأمكث أحيانا لمدة تصل إلى 10 دقائق
حتى تنتهي سوالفهم البايخة وكما تعلمون أنه من غير الممكن أن تكون النفسية منطلقة
ومتقبلة لمثل هذه الأحاديث والسوالف المستهلكة في كل صباحية وأكتفي في الغالب بالرد بإبتسامة مصطنعة
وداخلي يردد اللهم طولك يا روح خلونا نوقع ونروح نشوف شغلنا الله يرحم شيبانكم ,
المهم مالعمل أنا لا لم أعد أحتمل مثل هذا الأمر فأنجدوني وهل معي حق في غضبي وإستيائي ..


كتبه :
محبكم الموظف النشيط والمثالي عبدالله السعيد ..