اقتربت رياح الحنين من مواطن النسيان
تحمل معها كل الفقد وعوالق أسى تماسكت لتعبر بقوةٍ مخترقةً جسد الفرح الهزيل
صوتٌ هادر وأزيزٌ مرعب يزحف برغبةٍ وحشية
نظرت إليه متسائلاً كيف يعود بعد أن عاهدته صبراً طويلاً
ألم يعلم بأن قلوبنا تعلقت بالرحيل وأن أجسادنا ازدادت صلابةً مع تكرار الألم
ألم يرى أرواحنا المُرَقعَة ؟
أوليس يكفيه نزف الأنين من صدورٍ ضاقت بأحمالها
رافق خطاي واجعل التيه وجهتي لا نكوص بعد الفرار منك
سأتركه يمر على ذكرياتي المنسية وليعاملها بقسوةٍ فما ضر الميت مايفعله العابثون
تَقَدَمْ بسرعة واضرب الأبواب الموصدة
اعثو فساداً برفاةِ بسماتي خذ ماشئت معك
واحذر فإني أقبضُ نوراً سرمدياً فلتغمض عيناك قبل اجتياح الممر المعتم
استجمع قواك لتبدو كبطلٍ لايُهزَم واصرخ فرحاً عند اقتلاع الطنب !
ولكن اترك لي مسكني لأعود إليه بعد رحيلك
تفقد المكان جيداً لاتدع حباً ولا جوى
فلن أسمح لك بأن تعودني مرةً أخرى سأحاربك بنهمٍ وأدعك تنزف الظلام كسيراً
سأزرع الورد في محيطي وأنثر الحب في أثيري وسأقف على بوابة الأمل متوشحاً ثأري
اليوم تَمُرُّ عسيراً وغداً تخضعُ أسيراً