فَراغٌ يُقيدني .
وقَيدٌ يُفرغُ سطوته عَلى معصمي !
صَبرٌ خَارَ جسدهُ ولفَّهُ الحِدَاد فَلم يعُد يقوى على الحِراك سِوى أن تمتَدَّ
أَصابعهُ لِصَمتٍ استطال بهِ الأمد فَامتد حتى فقأَ عين الأنِين !
لَم أعُد آلفُ الصَوت ودِفء الحيَاة !
لَم يعُد يُغريني مايُخبِّئُهُ لِي مُنعطف الصُدَف الجمِيلَة وفُصُول الحُب الملَوَّنَة
لَم يعُد الضَوء يُعانق الشرُوق . ولم تعُد العصَافِير تشدُو بِغناءِ الحُب
ولَم يَعُد الربِيع يُهدِينا سِلال العِطر !
كُل ضَوءٍ اغتاله الظَلام وكُل طفُولةٍ وأدها اليُتم
ومشَاهِدُ الأسَى ترسُمُ قصَصها عَلى غنائِم القَهر !
كُل ملامح العابرِين اعتصرتها الغُربَة فَتكبَّدت تقاسِيم الغمُوض
وخُطُواتٍ تجمعُها بُؤرة الضَياع !
هَذَ الفَراغُ يُحدِّقُ بِي يُهدِيني هرم الأيام حتَّى ابيضَّت منهُ عينُ الحياة
وبَات هَذَا الصَمتُ عارِياً إلا من فَقدِ المساء !
لَم أكُن أعلمُ أني انزلقت من شَاهقِ الحلم إلى آخر خُطُواتِ ما قبل الهاوِيَة .
ذاكَ الطرِيقُ الذي لايَصِلُ إلى شَيء ويَسحقُ أمامهُ كُل شيء !
فياأيُّها الغَيم لاتُخبر المطر عن عطشِي .
فَلم يعُد ماءُ الحياةِ . " يُغريني " !
ولِيدَة اللَّحظَة وأتقبَّل النَقد بكُل سرور .
لكُم آل أبعاد كُل مواسِم السَعد " عِيد " !
