اعتياد الحلو والمر
اعتياد الأشياء يفقدها وهج روعة المفاجأة ومتعة الإحساس بجمالياتها ...
حتى الألم يغدو الإحساس به أمر اعتيادي كما في حالة القرب والبعد
وحالات الضحك والبكاء
ومرة كنت في حديث معها وكنت أدرك أن صوتها المتهدج يختزل مساحات من الحزن والوجع
وأدرك أنها خُلقت من صلب ذلك الحزن وذلك الوجع
قالت ...
تعرف يا محمد لم أعد أكترث لأي شيء في الحياة ...
لم يعد يعنيني البحث عن مصادر السعادة حتى أجتبيها لنفسي
فأنا بعد هذه السنوات من الحزن والألم أصبح الأمر سيان لدي
وقناعتي انه بإمكاننا صنع الفرح من حالات الحزن التي نعيشها ...
وهنا مكمن القوة
قلت لها ...
يا لك من امرأة
ضحكت في تيه ودلال أنثوي لا يخلو من الغرور وهي تقول ...
أيقنت أن نسبية الحياة تجعلني أتعايش مع كل الحالات والظروف واحتمالاتها ومفاجآتها
فأصبح إحساسي بالأمور نوع من الإعتياد والتعود وروَضت نفسي على هذا
ثم أخرجت تنهيدة عميقة من صدرها وهي تقول ...
لا الحلو بقي حلوا في حياتي ...
ولا المر رحل عن حياتي ...
كلاهما سيان يا سيدي الرجل الحزين
وأنهت الحديث
انه الحزن الذي يشكل الحيز الأكبر في تفاصيل حياتنا