-
ها قد رفعتُ يدي بالكتابةِ أخيرًا .

يومًا ما سيخبرني صديقٌ بأني أخطأت كثيرًا في حقّ نفسي
سأزوّر لهُ بدوري بعض الحقائق كي لا أصدقه ، أو أصدق نفسي بالأحرى !
كنتُ أقطف من حدائق الصمتِ حروف , وأتوّج خيوط النور بقبلةٍ على الزجاج
وأرتشفُ القهوة على صوت عصفور , وأنظر إلى صورتك بتمعّن .
لا أعلم من الذي قصّ هذا الشريط الذي كان يتكرر كل يوم , ويديرُ حوله
شرائطَ الأيام , ويعقد في المنتصفِ ( دهشة ) !
هل كنا بهذا السّخفِ عندما آلَمتنا الحقيقة المنكفئة على عاتق الوقت .
نحنُ الرّفاق اللطفاء , يزعجنا أن نتحدث بالشكل اللائق .
لأنه لايليقُ لأحداقنا أن تتسعَ لأكثر من دهشة في وقتٍ ضيّق
لا نجدُ فيه فرصةَ تهذيب خلافاتنا التي تتفاقم .
أن نملكَ أصدقاء طيبين يعني أن نُلقي بوجوهنَا على أرصفة قلوبهم
كلّما داهمنا الضيق , ونسرد حكاية خيبة , خيبتين , خيبات تجاربنا
ننتظر منهم أن يديروا أسطوانة موسيقى ويصنعوا كوب قهوة
ويحدّقوا في أعيننا !
هكذا ببساطة , فرصتنا الوحيدة لرتق الخيبة , أن نتحدث , ونترك الباقي للزمن .
الزّمنُ كفيلٌ برتق الخيبة !
تؤلمني ذاكرتي , يدي تحاولُ الكتابة ورأسي تطرقه ألفُ فكرة , وصورتك لاتزالُ
معلّقة .
وبعدَ كلّ هذا , ألسنا جديرين بأن نستعيد أنفسنا ولو على إعترافٍ بسيط ؟
كأن أعترف بأنّي لازلتُ أتذكر , رغم كلّ مايحدث !
أخيرًا: كُن أنا وإلا (س) أفقدني معك !