البقاء للأصنج !

[عبدالعزيز الرميحي]

متلازمة الصنج يمكن أعتبارها مرضاً جديداً , وخطيراً !

أنه ليحزنك أن الأصلح في هذا الزمن هو من يعاني , ويقاسي , من هول مايرى ويسمع لأنه لم ولن يكون في يوم من الايام اصنجاً غير أبه
من الامثال ( اللي اختشوا ماتوا )وهو مثل ليس ببعيد عن الصنج فقليل الحياء اصنج لا يسمع ولا يرعوي عن جهله وحمقه ولا يكترث بأحد ولا يردعه رادع

قال الشاعر ..

شتان من بالصنج ادرك والذي
بالسيف شمر والحروب تسعر
والصنوج هي التي تقرع مع النفخ بالبوق وقت الحرب فهذه اللفظه العاميه المتعلقه بالصوت لها
أصل فصيح والأعشى صناجة العرب لما له من حضور ومكانه أدبيه وإسماع !


والاصنج باللهجة الدارجة ذلك الشخص ( المطنش ) وغير المبالي , وفي العرف الوظيفي
البيروقراطي الكسول المعقد لـ أمور ومصالح الناس !!ومثلما يقال البقاء للاصلح فان البقاء كذلك للأصنج في هذا الزمان ,والخشية أن يأخذ الأصنج مكان الأصلح !

ربما مر على الكثير منا العديد من الُُصُنج في هذه الحياه فقد تبتلى بجار أصنج كثير الإزعاج والشغب , سئم الجيران منه ومن مشاجراته وشقاوة أولاده وحينما يواجه بحقيقة صنجه لايهتم يبقى هو ويرحل الجيران !! فيكون البقاء للأصنج !!

وقد تسمع عن مسؤول في إداره طبق نظرية ( أذن من طين وأذن من عجين ) ببراعه !!

تعمد أن يكون أصنجاً مع المراجعين ما يميزه أنه لايرتكب أخطاء لسبب بسيط هو أنه سلبي لايعمل ولا يطور ولا يستمع للشكاوى لذلك يبقى على كرسيه أطول فتره لانه بعيد عن الأنظار !!
يقبع خلف مكتبه يتعمد تاخير معاملات الناس ووضع العراقيل امامهم ولا يمنح صلاحيات لمن هم تحته لتسييرامور الخلق وحل مشاكلهم .
والمصيبه تكبر عندما يكون الصنج متلازم مع النفوذ في المكان الذي يديره ذلك الشخص يستبعد الأصلح
ويبقى الاصنج !

وقد تصادف في مصلحه حكوميه تدار من قبل أصنج حوّل المكان الى فوضى جعلت الجميع يتكدسون عند شباك موظف مسكين لاحول له ولاقوه تزاحم على نافذته الكثير من المراجعين الُصنج كذلك وهم لا يستطيعون
سوى فعل الشجار في غياب التنظيم في تلك المصلحه

ولأنك مضطر لإنهاء معاملاتك على هذا الشباك الفوضوي فأنت أما أن تكون أصنجاً وتنطش مع المطنشين وتصارع من أجل البقاء وإما أن تتحلى بالصلاح وتنسحب بهدوء ويكون البقاء للأصنج