مشهد أخير
حدثته الطوابير الطويلة ..
المملة بعض الشيء
عن السفسطة في الوصول إلى المريح
قالت بأنه القبر, لكنه الأبدي حتماً... !
القاسية قلوبهم , أرشدوه بأن يذهب إلى حيث يشاء
الموهوبون بالأمل , صامتون إلى هذه اللحظة
هاربة أعينهم عن أي مواجهة محتملة
الموبوؤون بالسخرية
كانوا أكثر صراحة من ذي قبل
المخلوقات العجيبة لم تبد أية ردة فعل أو اكتراث
العالم تملؤه الأشياء الغربية
الغريبة فقط
الضجيج
الضوضاء
وبلاهة مفتعلة
حاسة السمع , كانت أكثر الحواس عناداً في هذه اللحظات
رغم أنها مشوشة قليلاً , لا بل مشوشة تماماً
هل في الأمر خدعة.. ؟
كانت حالة ما أشد بأساً من كل شيء
ثم خبا كل ضوء فجأة..
هي أغنية الموت لكنه لم يكن يدري
يا للتعاسة..!
قتلته الأسئلة المحرجة
دون أدنى جواب من الأفواه الشرهة للكلام
خانته أوهام بعيدةٌ لكنها مغرية
أو ربمـا عيون باسمة ومغرية
أمنيات باهتةٌ بفعل التقادم
مشاعرٌ يقظة , وفي الغالب فاتنةٌ ومبهرة
لكنه..
تلتف حول قبره الآن جنادبٌ وأرَضَة
حسرات بائسة
وعبرة محبوسة رخيصة
تلتف حول قبره رائحة نتنه
ربما كانت ذكرياته الخبيثة
حشد بملامحَ غامضة
هم من أرشدوه إلى حيث يريد ولا يدري
هم القاسية قلوبهم مرةً أخرى
يترحمون بنية باردة , ويتمتمون بلطف نادرٍ :
سنكتب عنك , ونمنحك الخلود
فلا تأسَ على نفسك
.
.
.