عَتَب

[سلطان الوثر]

الخطا اللـي حيَّـر العيـن بتكاشيـر الحجـاب
زعَّل اللحية وشامت واستحـى منهـا الشنـب

(بيت واحد) .. والقصيدة فـي هواميـش الكتـاب
والقصيدة (بيت واحد) .. وابلـغ الشعـر انكتـب


لكن القيفان تطلـب هاجسـي رَكْـب وزهـاب
غيَّض الخاطر كـلام وهيَّضـه نسنـاس هَـبْ


قلت اعنَّ الهاجس اللـي محتمـي تـوِّه شبـاب
مُهْر كَرُّ وحُرِّ فََرَّ ادنـات مايشوشـه .. وثـب


ليت مُهري لاعسفته زين مـع زيـن الركـاب
مـ يْتعثَّر من تعـب ياكـود مـات مـن التعـب


لاهَذَب مقبل .. نقيعه فالسمـا يصبـح سحـاب
مرتجز لـزَّاز داحـس أبْجَـر مْـلاوح سَكَـب


أشقر محجَّل ثلاث ولا اعتـرك عرْكِـه عقـاب
مطلق الحبر فـ بيـاض وماخـذ القـارح خَبـب


راكبه يطـوي عنانـه ويتخطـرى بـه رقـاب
يلكـزه للجـو لامـنِّـه تعـلـى وارتـقـب


هِمَّة .. ومن صوب هَمِّه ألتمس عزم ومصـاب
وإشتعل بيـن النجـوم يبـاري كبـار الشهـب


ظلِّه من الشمس دامـس واتّعـاوى بـه ذيـاب
يكسف النور بتمامه .. ليـل .. مايـورِّد لَهَـب


ماكفر بالشعر لكـن .. فكـره يجـدِّف بـ(آب)
يلعب بموج المحيط ويرجـع الشاطـي بـ(أبْ)


مسلـم ولونـه مقصِّـر بالعمـل والإحتسـاب
تخلفـه ريـح الهـوى نوبـات لاهبـَّت ركـب


تاب واذنـب ثـم تـاب وأذنـب وثمِّيـن تـاب
ثـم عـوَّد وارتكـب ذنبـه وتـاب وإرتكـب


آدمـيُّ .. ومايعيـش الآدمـي إلاَّ اظـطـراب>
بين ذنب وبين توبـه طـول عمـره مظطـرب


من قضى عمره نعيم ؟ ومن قضى فقره عذاب؟
آه يا سِعـد الفقيـر ويـااا نعيـمـه لا اكتـئـب


أنتهى حبر القصيـد اللـي مـن الشريـان ذاب
وانطلق عنـه الوريـد بفايـر ابياتـي وصـب


طاح من رفَّ الزمان كتاب واوجسـت ارتيـاب
إنفلـق بيـن اليديـن وفـز قلبـي وارتـعـب


مستحيل انِّي قريت [ السبعـة وعشريـن بـاب]
توِّي اتهجـا الشبـاب اللـي بـ هـالأوراق شَـبْ


كم كسبت من الذنوب وكم خسرت من الثـواب
والقلم مبطي كِتَبْ/ ياعووق وش باقـي كِتَـبْ؟


دوبي اذكر قبل أمس وأمس /واليـوم الحسـاب
والخطا اللـي مافعلتـه تجحـده كـل العـرب


من يقـدِّر لـه ضميـر ويفتـح لطاريـه بـاب
يطلـب شهـود القضيـة ويتعجَّـل بالطـلـب


من يقول الـ(ليه) فينا ومن يعيـب ومـن يُعـاب
من غَفَل عمَّا حصل يا(من تغاضى) ومن غَضَب؟


إفترقنا بالضمايـر واوحـش المفـرق ضبـاب
وابتدى الدرب يتردد ( نغتـرب ؟ مانغتـرب؟)


ماتهون العشـرة اللـي دارت بـزاد وشـراب
مايهون الضحـك فيهـا والحكـاوي والطـرب


بسّ انا في آخـر الرحلـة شعـرت بإغتـراب
مالقيت لخطوتي فـي زحمـة الشـارع مطـب


يارفيقي ضـاق زوري فـي غراغيـر العتـاب
حسّ بابيـات القصيـدة وإلتمـس منِّـي عتـب


صاحبَـك ماطمَّعـه بمرافقـك عنـد الذهـاب
غير كسب الخوة اللي مـن وراهـا ماكسـب

غير كسحة بالطريق اللي عليه الظـن خـاب
من زمان ومن مكان ومن قلـوب ومـن لبـب


إنتصف فيه الطريـق ومالقـى عنـك اجتنـاب
غلَّبه حبـل الوفـا اللـي منعقـد بـه وانغلـب


ابْدوي اخطا على نفسـه يحسـب انـه أصـاب
حاسبٍ للحسبـة اللـي ماشقـوا فيمـا حَسـب


ما ارتحلت عن الوطن من جوع يامال الـ(.ّ.َ..ْ)
في غناة النفس صايم لـو علـى حبَّـة رطـب


لكن الداعـي عزيـز ودعـوة الداعـي تُجـاب
والدعا (عِرف الرجـال وعركهـم علـم وأدب)


أدري انَّ الصمت يسأل فـي نياشينـه جـواب
وادري انه من ذهب .. حتى الفشق لاقم ذهََـب


لكن ان مادلّ حكمـة والوَعَـد متـن الصـواب
من يدل الطاري اللـي يختصـر درب العجـب


يالهنوف اللي بعثتي لي مـن الضيقـة جـواب
جبتي الشعلة وشبَّـت نـاري وطـاح الحطـب


صبتي الجرح بقصيد وجاوبه جرحـي وطـاب
توِّي ادري إن بعـض الشعـر للعـلات طـب


حتى انا لاضاق صدري وصارت القبلة غيـاب
مـا اتيمَّـم للرحيـل ايْليـن أقنـع مـن سبـب


أشرق النور وتحدَّر مـن ورى ليـل وهضـاب
تحتريـه العيـن ظميـا مُلهثـه جفـن وهـدب


وارتوى ظامي وريدي عـن مطاريـد السـراب
وانقطع خيط الظلام اللي علـى البـارح كـذب

والخطا اللـي حيَّـر العيـن بتكاشيـر الحجـاب
زعَّل اللحية وشامت واستحـى منهـا الشنـب


(بيت واحد) .. والقصيدة فـي هواميـش الكتـاب
والقصيدة (بيت واحد) .. وابلـغ الشعـر انكتـب


لكن القيفان تطلـب هاجسـي رَكْـب وزهـاب
غيَّض الخاطر كـلام وهيَّضـه نسنـاس هَـبْ