شحاذة إلكترونية
الانترنت بوابة المتصفحين على العالم .. صالونهم الأدبي .. لقاءاتهم الاجتماعية .. مكتبتهم العامة .. مركز تنمية مواهبهم .. وكر فسادهم .. مخبأ لقاءاتهم السرية ..
لا يضاهي وظائف الانترنت إلا إيجابياته التي تكاد تتعادل وسلبياته ..
تظهر إلى النور منذ فترة .. وظيفة جديدة للانترنت بصفة عامة والمنتديات خصوصاً (بغض النظر عن توجهها)
وهي وظيفة ( تنظيم العبور ) !!
فهاهي المنتديات تستقيم أمامنا وتتناثر عند كل تقاطع ومنفذ .. كإشارة مرور .. تنظم عبور متصفحها إلى أحد طريقين .. إما إلى قلب .. أو إلى جيب .. وكما ينتشر الشحاذون (المتسولون) عند الإشارات .. يفعل بعض الرواد بالمنتديات .. فترى بعضهم يشحذ قلوباً فارغةً محرومةً ليملئوا فراغ القلب ويفعل القلب كذلك بفراغهم .. وبعضهم الآخر يطبق ( الشحاذة ) حرفياً .. فتراه يشكو بثه لكل عابر حتى وإن كان مكثه لا يتجاوز لمح البصر .. ويرمي أحماله على كاهلهم .. ويطرق نوافذهم مشيراً بسبابته طالباً ثمن دناءته التي لا يخجل من إظهارها على الملأ .. يُظهر الضعف وقلة الحيلة .. بملامح مصطنعة الإنهاك .. وحروف رثة بالية .. يشحذ فيها عواطف العابرين وشفقتهم ..أو ربما رسم على أحدهم/ـن لوحة عشق ملونة عالية الدقة متقنة الابتكار ..ثم يبدأ وظيفته الحقيقية كـ (شحاذ)* .. فـ يلذ على قلوبهم مساعدته .. لزمالة ..أو علاقة خاصة .. أو حتى ابتغاء الأجر من عند الله .. وبعدها لا تكون تلك إلا عملية نصب واحتيال تتناسب والعصر الحديث ومتماشية مع التكنولوجيا التي تسير بنا أسرع من سيرنا بها ..
لا أدري أي بشر هذا .. يخفي نفسه تحت اسم مستعار أو قد يكشفها دون حياء منها أو احترام لذاته .. وينشر وباء سوئه جهرة .. يتعرى أمام الملايين ولم يفكر بأن بعض المتفرجين .. قد يسوؤهم عريه ويثير اشمئزازهم !!
من غير البشر هو .. لذا لا يشعر !!
* للإنصاف : قد تكون شحاذة أيضاً.