لم يسعني كتمان ما يتنفس بدواخلي ولا حرق الرماد الذي رفضت الرياح أن تذروه في قواميس النسيان
لأنك أتقنت ردم الشتاء بخريف يسرق الحياة من أوراق الذكرى ويسقطها تحت ظلال العراء
كنت أشتري الكساء لأتقي قسوة البرد وأعجب كيف أن أني أكتسي الشتاء بتفاصيله الباردة واختناقه الجاف
ألملم ذاتي من شتاتها فتطرق نافذتي عاصفة لا ترحمني وتأخذني حيث اللا أنا
أتلمس بيدي ما تبقى من أحلامي الناعسة على مرفأ الغد تنتظر فيجرفني الموج نحو انكساراته
لم يعد بيننا ذكرى تستحق الإبتسامة ولا حتى لحظة تسعف العفو بأن يقف أمامه
فقط تذكرت أن السراب لا يستحق أن تخطو نحوه ولا أن أتأمله لأمني النفس بسفينة نجاة ليس لها ربان
سأسحق التفاصيل لعلي أقدس ما تبقى من صور لماضي أرتحل
وسأترك خناجرك في سبحات أيامي حتى لا أنسى أنك يوم ما كنت هنا وهذه الجراح وأن التئمت غير أنها دفنت لك ذكريات محال أن يطأها النسيان
ليس لأنها سرقت عمري المنتشي بأزاهير المنى بل لأني أحتفظ بقلب عاش ازدواجية العطاء ونال حظه في الشتات والندم وتقلب بين النسيان والذكرى فما تزحزح عنه شئ وهاهو ينبض بحياة جديدة اجتثته من أعماق الظلام حتى طفا فوق الراكد
سأعود لأتسلق بقدمي جبالك النازحة في خيالها وأعانق شموخي الذي كسرته يوما" وسأنحت بيدي قصتي وأنا أركض نحو السماء وأهديها للنجم كي يقرأها كل من ترعرع تحتها وليبقَ لي في مدادي حرف لم يحترق لعل منصف يبكي معي وأن حال بيني وبين وجدانياته أرض شاسعة لأني حتما" سأراه في لوحة السماء عندما تمطر وتخفي دمعي بلون الماء...