"الحمد لله الذي خلقني ..

[عبدالعزيز رشيد]

..مسيحيّا\مسلماً\يهوديّا\.."

أو أيّ ديانة كانت
مامن مولود إلا ويولد على الفطرة مصداقا لـ حديث الرسول_صلّى الله عليه وسلّم_ وأبواه إمّا ينصّرانه أو يهوّدانه , فمن الطبيعيّ جدّا أن يولد الإنسان طفلا ويرى أمامه أبواه منذ أن عرف أنّهما أبواه وهما يسيّرون حياتهم بالتوافق مع دينٍ معيّن, كلّ شيء في أكله في دعاويهم وكذلك في زياراتهم لأماكن العبادة ككلّ قوانين بلاده والمتّخذة ولو بشكلٍ غير واضح على أساس دينه الموروث فلاعجب لو وجدناه يقول: الحمد لله الذي خلقني "..." كما قال أفلاطون "الحمد لله الذي خلقني يونانيّا" فكثير مايكون الانسان في مكان يفرض عليه قناعات بصورة شبه أزليّة لذلك يجب أن نراعي تلك النقطة في الحكم على معتقدات الغير,لكن سرعانما يرى العالم من حوله والناس من حوله وتبدأ في عقلة فكرة التمرّد والتفكّر"أنا أفكّر إذا أنا موجود"* لـ يطرح تساؤلاته عن كلّ شيء حوله وبالنهاية يكون له القرار, وقبل إنهاء قصّة طفلنا لـ نبتعد قليلا‘

ومع تقدّم الزمن وتبدّل المواقف نجد أنّ الأديان السماويّة ولانّها سماوية هي الأكثر صمودا في عصر العولمة وتقلّباته ,إذ انّها لم تقم على فكر شخصٍ أو حكيم عاش عصره وبنى مبادئ تمدّدت أخيرا الى عصرٍ أبعد من عصره فبدأت بالتلاشي أمام متطلّبات متجدّدة, وبعد التلاشي تكون هنالك الخيارات والتي تأتي إمّا بالإجبار أو بالإقناع أمّا الإجبار فهو يترك معامله بقوّة ويفرض سيّطرته بسرعه لكنّه سرعانما يتلاشى حال اختفاء المُجبر كالشيوعيّة مثلا والتي فرضت فرضا أمّا الإقناع فكثير مايكون أرسخ وأقوم لأنّه يكون بعد أن يستفتي الإنسان قلبه كما فعل العالم الفرنسي لابلاس إذ تحدّث عن الكواكب والنجوم وتنظيمها وكيف أنّها حُكمت بنظامٍ لايمكن أن يكون إلا بوجود خالقٍ عظيم قالها وهو يعيش عصر الثورة الفرنسيّة في وقت كان فيه العديد من العقلانيين ملحدين

نعود إلى الطفل الذي كبر وأصبح بالنهاية بعد كلّ هذا التفكير ... ؟!
_في رأيي بأن الدين الأكثر اعتناق عن طريق الإقتناع هو الإسلام فإجابتي هي الإسلام _

لـ روحكم كلّ الودّ

_______
*رينيه ديكارت