منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - هل انتهى عصر الرومانسية ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2017, 07:09 AM   #8
نادية المرزوقي
( شاعرة وكاتبة )

Lightbulb


تحية فائقة التقدير و دنان الشكر لاختنا الكاتبة ،
الرمانسية كجمال فهو معنى خالد ولد مع الوجود، و حبنا لكل تفاصيل حياتنا، و دقات قلوبنا مذ طفولة إلى حين سكون أبدي،
أو حتى ما بعد شوقا لدار و وطن خالد، نعشق تفاصيله، و نتوق لسكناها ،
هل فوق هذه الرمنسية رمنسية أخرى...!
الرمنسية هي الاندماج القويم مع مجريات الحياة أيا كانت، بروح سامية، طيبة ، نقية، عالية، تواقة لغد أجمل، لا غيابا للفكر، لا اتباعا أعمى، لا انبهارا بما لدى الغير من خواء و فسق و فجور، و جهل، و انحصار.
الحياة اليومية لا تفقد المرء شعوره بلذة الحياة، و التباري مع مشاكلها هي لذة الانتصار عليها، و قمة الرمنسية، في تسخير العثرات لتكون سلالم نجاح، و تسخير الأحزان؛ لتكون قفزة لأفراحنا بعد حين وشيك.
الرمنسية لا تعني الانفصال عن الأولويات، و الجد، و العمل، و المحاسبة، و التفكير في الآخرين.
الرمنسية لا تعني الغيبوبة الشعورية، أو التخدر، او التركيز على سعادات زائفة. فهذه الأشياء في الحقيقة قمة الضعف، و التعبير عن الجبن و الشتات النفسي.
من المعيب للفكر أن نحصر الرمنسية في المشاعر الغريزية بين قطبيه ( ذكرا و أنثى) فقط، اللذان صارا عبثا للتجار، و الاعلانات المادية الربحية، و رمزا في الفن و السينما للخواء حينا، أو أكثر الأحيان دعوة للرذائل و انعدام الحياء، و التفسخ و الانسلاخ الأخلاقي انحدارا للبهيمية المنبوذة من كل فطرة سليمة، وكل قلب سليم، و التي غدت أداة للعدو للنيل من قيمنا التي ما انهارت حتى ينهار كل شيء.
الرمنسية ليست تلك التفاصيل المبتذلة التي لا تعني من الواقع، و استدامة الحياة الطيبة في البيوت الطاهرة شيئا ...للأسف، سواء شعرا أو أي فن آخر بعيدا عن حياء الرجل و الأنثى الطاهرة.
:
إذن الرمنسية لا تزول، هي كينونة من خليقتنا، و سليقتنا التي أبدعها رب بديع، لا يغيب عنه شيء سبحانه من آي الجمال، حتى يخترعه البشر؛ فننجر خلفهم بلا وعي.
ما لا بد أن يزول، و يتغير حالا هو تفكيرنا و مفهومنا القاصر عن كل معنى نقي في الوجود، و ألا نتبع الخواء حتى إلى جحره و آن لنا أن لا ننحدر إلى انحداره..!
لنا دين و قيم و هي المعاني الخالدة الأجمل و الأنقى، و لا نحتاج استيراد جمال أو عذوبة من أي كان، تحت أي مسمى مفبرك، أو أجنبي، و أي فكر ممنهج لتدمير القيم و الأخلاق.
نحن مبعث النقاء و الرمنسية إن شئنا، و هي معاني أبدا لا تتلوث و لا تزول باستدامة ديننا الأكمل و الأجمل، الذي يدعونا لمحبة الطبيعة و الإقبال على الحياة، و الاستمتاع بتفاصيل الأمس و اليوم و الغد.
و لو أردنا التحسر على الرمنسية الحقيقية،سنعرف أن سبب غيابها، الابتعاد عن الأخلاق الطيبة، و القيم، و الدين القويم، و الجهل بكل تلك الجواهر الثمينة،
علينا بقراءة سيرة النبي و رمنسيته مع أهل بيته صغارا و كبارا، و حنانه على الحجر و الجذع و الوطن، و الناس كلهم بعيدا عن أي طائفية
أو دين ، أو عرق،
بعدها لن نتحسر و لن نجد جمالا بعد ذاك الجمال، و لن نبحث بعيدا و سنبقى أغنياء.

دمت بخير و عفو و عافية.

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

و أسمى الأمل، الأمل بالله وحده لا شريك له،
و أزكى التفاؤل : الاستغفار
طوبى لمن ملأ صحيفته منه
(وما كان الله معذبهم و هم يستغفرون)


نادية المرزوقي غير متصل   رد مع اقتباس