برية "" لمْ تكنْ في قائمة خياراتي حين كان التيه ينهبني مني ، وكنتُ وحدي كلّ خياراتها ،
كنتُ ومازلت قِبلتها ،ُ زهرتها التي تنضجُ في أكنافها ، ٌتعاشر سكونها الصاخب في استسلامٍ تام لمباضعِ الإنسلاخ ..
تجوسُ انفلاتها فيها إلى آخر شطآن فيافيها الرحيبة علّها تجدُ إجابة ما لصُراخِ حاستها السادسة ، منارة ما مدفونة في ماءِ الأعماق ،
أو قطعة سماءٍ حنّت على بؤساء الأرض ؛ ففتَحت لهم مآذن التحليقِ في فيروزِ السّكينة ،
بريّة " وحدها تُسعفني بوثبةٍ أعلى من قيْد ، وأوسع من جُرح ؛ لأثب بملءِ الحِبر المتورم في ثرثرة الصمت
لقطفِ كرمة من وجه القمر ؛ لاسْتِراق سُنبلة من بيدرِ الحُلم ، أو لرشفِ لثمة شافية من بئرِ الغيم
أحتسي فيها عالماً فاضلاً في رقصةِ توحّد مهيبة'
قُبيْل السّقوط بجنون .. !!
بريّة "هي سِجني الفسيح الذي أخلع فيه ربطةَ عُنقي الخانقة لأمارس حريّتي كأيّ صعلوك لايطيق ارتداء البذّات الكلاسيكية ..
يحتقر القوانين البشريّة ويكتفي بزاوية على رصيف الحياةِ نائيةً عن بروتوكولات التزييف
حياتي في محراب ِمحبرةٍ موتٌ مُشتهى ، يفتقُ عجلة الزّمن و يُغمغم الجهات بالرّمس إلا جهة واحدة مبللة برذاذ الخدر
جهة صادقة كدمعة عابد ، وفية كحليبِ الأمهات و عفويّة كزهرةٍ بريّة تتوضأُ بِندى الأسحار في بسملةٍ لأنفاسِ العطر؛
لتصلّي خلف القمر والشمس .
/
زهــــــــرة بريـــــــــــ منية الحسين ــــــــــــة