وكتب يقول في ( خالصاً لوجه العشق )
أخبريني - بالله عليكِ - يا رفيقة المشاهدة و الدهشة , كيف سَهَتْ الأيادي أن تطرق أقفال شرقيّ النوافذ ؟ ! تلك التي تأتي بالفجر – كل فجر - من تلابيبه ليبث الضياء هبةً لعتمة الروح , و يطلق من كفيّه النسائم نديَّة تسكب على أخاديد الفؤاد أقاحيَ الصحو , و شقائقَ النعمان لتصبغه بحمرة الحياة !! أ كان ذاك – يا صنويَ رقصاً على إيقاع التغريد – موسماً مؤجلاً حتى تكتمل صفوف " كورال " عزف الإحدى و عشرين عندلةً !! , و موعداً للاحتفاء بروحين التقتا قبلاً في أثير الأقدار الرحب فائتلفتا بعهد التئامٍ سرمدي !! .
سأدع عني و عنكِ كل معاجم الأسئلة و قواميس الإجابات يا سيدة الحضور ؛ فما اغتالته المسافات و الأزمنة التي حالت دوننا شطراً من العمر كافٍ لنحلِّق بعيداً بعيداً حدّ أقصى الممكن من الذوبان احتضاناً عامراً بالدفء .
هذي – يا بشرى الرواء - دلائي العطشى منذ أزمنة السراب تستسقيكِ من نمير الحضن ارتشافة سلافٍ لا صحو يرتجى بعدها , و من حنّاء كفيّكِ وشماً للروح لا تضل الإياب إلى سمرة عينيكِ حين تتنزه في فراديسكِ .