[أرْجُـوانْ]

ايييييه يا نُون بـِ المُناسبة عند النافذة الخَلفية مِنْ الكلام يَتراكم كم هائل منْ البريد رسائله بـِ عدة حَالات
وعَدد لا بأس به منْ رغَوة أكَوابِ قَهوة مُلتصقة بـِ سقفِ الحلقْ كَـ التصاق مزاجي بـِ أن أرق معزوفة تُشذّب أوراقْ الحَزن
هي أوتار العُود حينْ تَتوغل بـِ صدق تأملات الحَنايا , وهي بـِ الأصل حديث قَديّم قيّد التَسليم عَلق بـِ مُنتصف قَدم عصفوري
الذي أسرّيت له منْ قبلَ ومنْ بَعد بـِ أن يُبلغُه أنيّ امرأة كَـ قِطعة السُكّر لا أذوب إلا في قَلب رجُلٍ واحد

أخبـره ..
أنّ مَشرُوب الحُبّ كَـ شُربْ القَهوة لذّيذ يُغري حتى وإنّ كَان مِن حينٍ لـِ حين مُر المذاقْ ,
أخَبـره ..
أنّ الإعِتياد على سُمرة قَهوة مُعينة سَيُفضي بَعض الأحايين لـِ فوضى تُربكَ صَفو الوَقتْ
وسَينتهي الأمر لإدمانْ الحَواس لـِ اسمه كَلما انساب منْ الأفَواه أمَامي لـِ يَتخذّ مساراً آخر منْ القَلب ..
ذكره بـِ أنيّ كُنت سَألتقيه على ضِفاف مَدينة تُشبه في حُسنها البُندقيّة , وسأعتزله عنْ النّاس في زّواية مَقهى له جِدار عَتيقْ
وعلى مِنضدة الأمُنياتْ لن أتحدث ..
قل له : بأنكَ ستُعطيني يَدكَ اليُسرى الأقَرب لـِ قَلبكَ لـِ يُحدثكَ نَبض قَلبها فـَ الكَلمات تَنتهي وأنتَ تَسري في شُعوري ركضاً لا يَنتهي ,
سَيتذّكر تَسارعت النَبضات المُشرقة في زّواية قَلبي
كَما فَعلت في سابق شُهور كَبرت حتى أصبحت في رحَم الحَنيّن سِنيّن تسَتظل مَظّلة بـِ سبع ألوان وأيامْ بلا لونٍ أحمر .!!
يَعلمُ بأنيّ امرأة لها مَزيج ذّائقة منْ قَناعات , مُتَناقضات .. تَكره الثرّثرة , الإنِتظار , الهَامشْ , التَعلق بـِ أمَاكن مَاضيّة ليست لها,
لا تَثق كَثيراً بـِ ابتسامة جَانبية لـِ كُل الرّجال ,كُلها رُزْنَامَةُ كَانت تَلين في اقترابْ رائحته في صّمت , وابتسامة مُتوردة , وتُفرط في التِهامْ الحَياة شَهيّة معه مَضى الزّمنْ أو لمِ يَمضى .!!
يَعلمُ بأنيّ امرأة لها نَكهة خَاصة في الهَوى حينْ تَخَتلط مَشاعرها بـِ انسِكابه سَيفهم قَراءة أحمر شِفاهها إنّ تَلطخ فَرحْ الطَفلة بها , سَيفهم قَراءة كُحل عَينيّها إنّ سال دَمع صِباها
لا يُهمها في الحبّ أنّ تَكون كَرزة إلهَام ,لا يُهمها في الحبّ تَرتِيب أجناس الحُروف , يُهمُها الوَطنْ الذّي تلاشت به إذا مَا مرّت صَبيّحة أين نَام وَجهها واسَتيقظ في قَلبه ..
كَـ شُعورها حِين تَستمتع بـِ كُل لَحظةٍ دافئة المَزاج تَستمدها بـِ اقِتراب يَدها مِن قَهوته حِين تَتذّكره , والكَلام يُطَوقني لجّة حِينَ اسَترسل في الطَرفِ الأخَر لـِ أُذنه لـِ تُخبره بـِ أن أسوأ طِباعِي
حينْ اتكئ على جِدار النَسيانْ الثَقيّل وأحَرق أصَابعي عَتباً في الكِتابة لأنه كَان يَلومنيّ ويُؤلمنيّ وأعتبَ أكثر لأنيّ أحَببته أكثر منْ أي شيءٍ ..
قُل له : يَرتشفنيّ ويَتشربنيّ بـِ داخله كَما أكَون ويُسقط مَا لمْ يَكون ..
قُل له : إنّ الزّمانْ انقضى بِما جَاد به, وكأني لمْ أعرف منْ هَذّيان الإحِتراق سوى أصدقه بلا أدوات تَفسيّر أخَرى .
طَر يا ساعي البَريد مِنْ قَفص كَلماتي لـِ قَفص صّدره بلا تَداعيات عِتبٍ ولا مَلامٍ آخر ولكَ أنتَ وعَصفوري حُريّة السّماءْ .