ومن منا لم يفقد معلمهُ
وهناك ذكرى،اول مهرجان ادبي لأدب النساء دعوتُ لهُ...
وعند وصولي القاعة الكبيرة كانت تعج بالكتاب والشعراء وصحافين وحشد كبير من المهتمين لامر الادب...
تجمد بصري وأصابعي العشرون شعرتُ باني اود العودة وصعود الدرج بطريقة خلفية.
تبا لساعي البريد الذي يعرف عنواني وأوصل لي الدعوة ...
وجدت من يبتسم ويستقبل المدعوين بترحاب حار لا وقت للتراجع...
وكان هذا المهرجان نقطة تحول في كتاباتي البسيطة حيث تعرفت عن قرب على بعض الادباء
ومنهم من كان يشجع أدب الشباب ويتبنى رعايته كــــالشاعر الفلسطيني ميشيل حداد يعتبر من أبرز الشعراء
الرائدين محليا ....الذي كان بتكبد عناء السفر من مدينة الناصرة الى حيث تقطن كاتبة هذهِ المذكرات .
برغم شيخوخة فهو من مواليد 1919...
أما وفاته وحزني كتلميذة مُطيعة تعرفت عليه في سنواته الاخيره من عمره له ذكرى
فهرعتُ الى سماعة الهاتف لِأتحقق من الخبر لتؤكد لي رفيقة دربه بالمصاب الجلل.
كنتُ اعجب من تمسكها وهي تُحاول مواستي بقولها انه كان يُحبنا كثيرا وكان يسعد بقراءة إلهامنا المتواضع
و قد اوصاها خيرا بنا.....وكيف لي بجعل خلايا ذهني ان لا تذكر من فتح لي صفحات ديوان( روادنا الشباب )
لاكون احد المشاركين فيه وهو عبارة عن ديوان شعري ضم ثلاثون شاعرة وشاعر من الجيل الشبابي .
وقال في قصيدة الأصفاد:
في فترات مبكرة
أكتب لعينيك قصيدةً حارة
أضمنها لحنا من الغضب المقدس
أعزفه على كدر قلبي المتوتر
وجراحات الشهداء المتجدده
أيتها الغزالة السجينة
حبذا لو كانت مفاتيح أصفادك
في متناول يدي
لتحديت الجميع
وقفزت من فوق الأسوار
وجعلت من معصمي جسرا لعبورك
لكنني والأبوابُ مقفلةٌ
والحراس يمتلكون المفاتيح
أجنِّدُ عقائدي الثابته
واقتناعاتي النهائيه
وكل ما في جعبتي من أدوات
لأحررك من رِبقة الأسر
ومن ظلم الطامعين
وأرد عنك تهديدهم وتزمُّتهم
وأعيد إليك بستانك الضائع
وأبناءك التائهين
فتعاليْ أضمك إلى صدري
وأجعل من جسدي تُرسا منيعا
يحميك من الضمائر الفضفاضة
والألسنة ذات الفقاقيع .