في الحقل الدراسي
خلال فترة دراستي في السنوات الاولى عشت ُحالة حزن بسبب إبتعادي عن والداي والبيت
والجدة منبع الحنان والحلوى وقطع النقود والرفاق الأصغر مني بالعمر ... وسقتُ إلى مدرستي الزهراء .
وكأنني أُساق إلى مذبح وهناك حدث موقف لا أستطيعُ نسيانه وكأنه الأن يحصل أمامي .
يأتي عادة في بداية السنة الدراسية بعض مندوبي دور النشر الى المدارس الابتدائية
لعرض مجلات مصورة وملونة تحتوي على بعض الالغاز والاشعار والقصص والمسابقات
الشيقة وصفحات التلوين يعرضون على الطلاب الإشتراك في المجلة الشهرية ومن منا لا يريد ذلك .
فنفرد عضلاتنا الصغيرة وبلا موافقة من الوالدين نستولي على كل الكمية .....يا لها من ثقة عمياء كنا نمتلكها
في قرارنا هذا..على ما اظن اننا كنا في السابعة من عمرنا او اكثر قليلا لا اكثر .
وفي اليوم التالي هناك من يعيد المجلة للادارة بسبب عدم الموافقة ..او تراه عقاب لِما نأخذ على عاتقنا
مثل الاقدام على هذه الخطوة بلا إستأذان ....وما حصل من موقف محرج ومؤلم لزميلتي انها اعادت المجلة
وبعض صفحاتها وقد خطت عليها بأناملها الصغيرة وصفخة الغلاف كانت ممزقة ...وفجاة هب داخلا غرفة الصف يزمجر ويتوعد
يصرخ بوجه زميلتنا معنفا اياها على فعلتها تلك تجمدنا جميعا برغم وجودنا بمدار صيفي فعادة تبدا السنة الدراسية في اول سبتمبر ..
.اما هي فكانت كالنبتة الصغيرة النحيلة ووجهها شاحب تقاوم الريح العنيفة التي عصفت بها
فما كان منها الا تقديم الاسف بصوت خانق ودموعها لا تتوقف وتعتصر يديها الصغيرة
لعلها تستطيع استخراج بعض النقود لإسكات الفم الواسع المليئ بقذارات الكلمات والتبغ ...
لم يكتف بذلك بل حمل المجلة الصغيرة والقاها بعنف بغيض على وجهها
فتلقتها بلهفة خوفا عليها من السقوط أرضا وكأنه أعاد إليها حياة فقدتها بسبب قاهر ليس إلا .
ياااااااه كم هو مؤلم موقف يجعل الصغار يقفون الموقف المحرج امام زملائهم .
وخاصة اننا بهذا العمر نكون نفتخر بأنفسنا ونتنافس في برز مواهبنا وقصصنا البطولية الغير حقيقة .