ثلاث مشاهد سنستعرضها
المشهد الأول
فلان من الناس يكتب رواية وتأبى نفسه الأمّارة بالسوء إلا أن يحشوها بكل كلمة تجاوزت الخطوط الحمراء عن طريق حشر شخصيات في الرواية لا أهمية لها ولا تمثل لبنة رئيسية في بناء الرواية وليس لها دور سوى أنها تتحدث نيابة عن كاتب الرواية الذي يجد حرجاً من بث أفكاره ورؤاه المنحرفة ويجبن عن التصريح بها مباشرة ..هناك شخصية ملحدة تشكك في وجود الله وأخرى تقلل من شأن الإسلام وتُعظّم من شأن الأفكار الوافدة وهناك مومس تزيّن للقاريء فعلها وتنسبه للحرية الشخصية التي قيّدها الدين ...وهكذا
المشهد الثاني
تُحدث الرواية ضجة واستنكاراً واحتجاجاً من حماة الفضيلة والمنافحين عن الدين والقيم بيد أن الملتصقين بالثقافة والذين في قلوبهم مرض يتدافعون زرافات ووحدانا ليكونوا خط مواجهة أول لكل من يحاول النيل من الرواية وكاتبها ومجموعة الإنحرافات المتزاحمة في بطنها وحجّتهم في ذلك أن ما كُتب لا يمثل رأي الكاتب بل رأي الشخصية المخلوقة في طيّات الرواية وأن هذه الشخصيات هي حالات موجودة في كل مجتمع ..هذه المبررات الواهية الهدف منها هو فتح الطريق أمام كل من أراد أن يُطفيء شمعة ليعم الظلام ..فتح الطريق للمنافقين الذين يسعون لنشر الكفر والإلحاد والرذيلة ..أعذار ضعيفة كقشة في وجه الريح يكتشفها الإنسان حين يعود لعقله الذي يميز الخبيث من الطيب ..
المشهد الثالث
حين تجتمع الخصوم وتُنصب الموازين وتتطاير الصحف ..حين نرى (ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخيرهم إلا حصائد ألسنتهم ) ماثلاً أمامنا ..حين نقف جميعاً أمام الخالق عز وجل ليسألنا عن كل صغيرة وكبيرة وكل لحظة مرّت علينا في دنيانا ..حين يقف كاتب الرواية أم الله ليسأله عمّا كتب في روايته فبأي شيء سيرد ..هل سيدافع عن نفسه بتلك الأعذار الواهية والمبررات الدالة على ضحالة تفكير وقلة عقل المؤمن بها ..هذا الكاتب حين كتب ما كتب هل كان يظن بأن الله لن يحاسبه عليها ..وإذا لم يُحاسبه الله عليها (كما يتوهم ) فعلى من يقيّدها الله ..هل يقيّدها ضد مجهول؟!
الحربيــ يوسف