ثلاثون عاما ..
والأرض لم تُبدل ثوبها
والشمس بـ عيون الصغار
تغربت
ثكلى السماء ليلاً تنوح ..
ونهارها
تحشرج المنى
على مشارف ثغرها ..
ثلاثون عاما ..
والقهر يغرس غرسه ..
نحصد ألم
وحده فرعون
ينعم بالحياة وعزها ..
والناس فى كبدِ تئن وتنتحب
وبين رحى اليأس تدور
وتنعى حظها ..
دهر يقيم الليل فيهم ..
ينثر ظلمة
لا امل بالعيون يُومض
ولا فجر يواتيهم
باتت الأحلام على الوجوه
ينزف جُرحها ..
ثلاثون عاما ..
ومصر تجتر الآسى
وعلى تلال القهر تنبش قبرها ..
ما نَكست يوم رايات اليقين
وكأنها أستشفت
من بين طيات الغموض
ملامح غدِ
تقاسيمه تُشبه مجدها ..
وإذا بزهر الروض ينثر شوكه
مل المكوث بتربة شاب طميها ..
نفض الشحوب عن أفنانه
وتسامى
لعين الشمس يقطف جمرها ..
رفض الخنوع
ووهن الجذوع
وأنقض على الجذور
يحرر أسرها ..
دنت السماء
وكشرت عن أنيابها
والأرض شهب
أخرجت أحشائها ..
وسواعد الثوار
تَهتكُ ستر الخوف
وعلت الحناجر .. بددت أوتارها ..
على منابر الموت
وقف الشموخ مهللاً
وسهام الكنانة للطغاة
واصلت تغريدها ..
تتهافت الأرواح تبتغى العلا
مفارقة أجساد بالأرض أوتادها ..
طهر الدماء
تزينت به الدروب
تباهى السماء بيوم عُرسها ..
يوم نحياه .. بعز وشرف ..
نرفع لواء الحرية ..
نستنشق عطرها
خير من الحياة بأسرها ..
يلملم فرعون خيبات الرجاء
مترنحا ..
وملطخا ..
بالهزيمة وأوحالها ..
يجمع حاشيته .. ينادى فيهم
أبيدوا تلك العزائم
قطعوا أوصالها ..
وهمهمات الرعب منهم
تسترق سمعه
والآه تزأر وعدها ووعيدها ..
سبحان من بدل وجه البسيطة
فكان اليوم نقيض لأمسها ..
أسقط من بالعرش متوج
بين ثرى الأرض يرتجى رحماتها ..
لا عاصم اليوم يافرعون
من أمر ربى
تجرع من ذل الحياة .. بغيضها ..
بعد القصور وترف العيش
ذق يامتغطرس
من الأيام مريرها ..
بالسجن توافد الرفقاء
من إستجارت
من ظلمهم السماء والغبراء
فى دجى الوهم يتهامسون
يبكون على سنوات خوالى
يناجون أطلالها ..
ومازالت إيديهم العمياء
تَصطنعُ الفتن
حتى تنازلت
عن وطنها المكائد
وبدلت أسمائها ..
والجبن يُلون جباهم قبح
والخيانة لا محالة معهم أمنها ..
مخالبكم السوداء لن تنال منا
موتوا بغيظكم
كالنار تأكل بعضها ..
وقلوب باتت ترتجى موت
يقيها بغيها وضلالها ..
على درب الحق سائرون
تكالبوا علينا ..
دبروا
خططوا ..
شمس النهار
لا يثنيها الليل أبداً
عن الإتيان بشعاعها ..
سنزود عن مصرنا
سنحمى ربوعها
أرضها ورمالها ..
لن تقتلوا فينا الأمل ..
وإنشودة الحرية
سـ نرددها
وعلى قيثارة النور
سـ نعزف ألحانها ..
بقلم
هانى هاشم
فى 2012_2_8