كُنْتُ هُنَاكَ أَنْسُجُ مِنْ ضَفَائِرِ جَدَّتَيْ الحُبِّ، وَمِنْ أَصَابِعِهَا غِذَاءَ الرُّوحِ، وَمِنْ صَدَى أَنْفَاسِهَا أَعْجِنُ فِي فَمِي أُغْنِيَّةً مَغْمُورَةً كَانَتْ تُسْكِنُ ذَاكِرَتِي، وأُبَلِّلُ غَيْبُوبَتِي بالوَدَقِ، وَيَتَآكَلنِي جِذْعُ الحَنِينِ، وَأُفْرِغُ جُيُوبِي مِنَ الحَيْرَةِ الَّتِي طَالَمَا لَسَعَتْنِي بِحَرِّهَا، وَأَتَسَاءَلُ كَمْ بُقِيَ لِي مِنْ هَزَائِمِي الَّتِي لَمْ يَرْصُدْهَا الزَّمَنُ؟.
قطعة أدبية كُتبت من نورسين الروح
وجعلت للقارئ جسور يَمرُ عليها ولا يهاب النظر ما تحت الجسور .
صوت لأنثى خُلقت من الحنين نفسه .تعطي بلا كم وتوهب من عمقها
كاتبة أنثى لا تنام بسهولة حتى تُرتبُ الأصوات الصادرة من الماضي هناك الكثير من الحنين
وهنا صور فنية تجعل الفكر يثمل ويعود مرة أخرى للنهلِ بلا ندم.
(البُكَاءُ وَحْدَهِ لَا يَكْفِي...
فَفِي دَاخِلِي جُرْحٌ أَزْرَقُ، ذَابِلٌ كَالظَّلَالِ)
تقول الكاتبة
البكاء وحده لا يكفي صحيح أن البكاء حالة طبيعية تُصيبنا في كثير من الحالات
وتتركنا في كثير من الحالات .هذا البكاء لا يكفي لان في اعماقنا يوجد الكثير الكثير غيره
تكمل كاتبتنا في داخلي جرح أزرق .هذا الجرح الازرق أقوى من الدموع التي تَخرج ولا تعود
هذا الجرح يبقى في العمق أما الجرح لا يشفيهِ البكاء .
وتوصف لنا هذا الجرح
ذَابِلٌ كَالظَّلَالِ،
وتوصف لنا هذا الجرح
يَتَسَاقَطُ بَوَادٍ غَيْرَ ذِي رُوحٍ،
يُغَنِّي أُغْنِيَّةَ الأَحْرَاشِ،
يَجْمَعُ مَا تَبَقَّى مِنْ حَنِينِي،