[1]
أحياناً أشعر أنني صورة أخرى للطفل الباكي في الطائرة ، الطفل الذي يزجره الجميع ليصمت ، ولا يفعل .
ذاك الذي لا تغريه فكرة السفر إلى حياةٍ ذات رفاهيةٍ أخرى ، بقدر ما يُغريه الإنتقال إلى
مرحلةٍ شعوريةٍ آمنه في الرحلة ذاتها .
الطفل الذي كان سيتوقف عن البكاء لو أن أحدهم أخبره عن هبوطِ الطائرة ، وأنه لن يظل معلقاً بين
السماء والأرض أكثر ، وأن نوافذ الطائرة كلها مُطلة من الإرتفاع ذاته وكل راكبٍ معنا سينزل من
السُلم الذي صعد به على قدميه و أن الكُل هنا مُسيِّر إلى منزله الذي يُكافئة .
أنا الطفل الذي لم يعد يسلو بالحلوى ، ولا باللهوِ أو الحكايات الطويلةِ فالقصيرةِ أصدقَ وأبهى !!!
أنا من أفسدَته صباحات العلم الأوائل ب ( من جدّ وجد ، ومن زرع حصد ) ، حتى فاض الفؤاد الكظيم بما حوى .
أنا الطفل الذي ما أبكاه شئ سوى عينيه !
يوم أدرك أن البُقع الخضراء من ثقب نافذة الطائرة ، ليست بالامتلاء ذاته حين يطأها بقدميه .
أنا الطفلُ الذي غازلَ بالصبر دماغه ،حتى ملَّت قدميه ،
ف هوى !
[2]
أتوسلَ إنسانيتكم ، لا تسألوا الصِغار عن أمنياتهم عندما يكبرون ؟
لا تُضاعفوا لأفئدتهم حجمَ الحُزن الذي أشعرَ به الآن .
وأمرّ ما في الضيق الذي أتقوسُ حوله هذه اللحظة ، أنني أدرك إلى أي مرحلةٍ يمكن أن أصل
في دائرته دون أن أفعل شئ أبداً !
وأشباهي أكثر من أربعين ، و ماضاقَ بالأرض ظلٌ إلا و انطوى .
دلال بنتُ ناصر
* دُهشت من علوّكم ، لازلتم تكتبون هنا ، ما أوجز أقلامكمُ شغف المغردين !
دُمتم ملتحمين بالأدب .