"14"
بدأت أخطط لعدم الخروج معه في النهار .. أحبسه بين جدران أربعة ..
يرن جرس الهاتف .. صوت رفيقة يتجاوب عبر الصدى ..
- ألو ..
- لا .. لا أفكر بالخروج نهارا ًَ .
- أخاف عليه ..
- ظلي ..!!
- لوخرجت به .. قد تصدمه سيارة عابرة ..
- إنه جرئ .. مغامر .. وأنا لا أريد أن أفقده ..!!
- لا .. أتركوني معه .. وحدنا ..!!
أقاوم رغبة ظلي الملحة في الإنطلاق .. كان يتسلل مني عبر النوافذ .. أغلقتها .. ينسكب فوق قضبان الشرفة الحديدية .. سددت الأبواب نهائيا ً .. يتسلق الجدران عبر ثغرات في النوافذ .. حبسته فوق مقعد في الزاوية .. قيدت جموحه الفوضوي ..
- إهدأ .. إهدأ ياظلي العزيز ..
كممته بين الجدران الصماء .. في غرفتي المستكينة .. المستسلمة ..!!
- اصبر ياظلي .. اصبر ..!!
أمام التلفاز ..
جلست .. تركته يجلس ورائي .. يتمدد على الحائط ..
- ألا يتعبك الوقوف هناك ..!!
سألته .. لكنه لم يجبني .. كان منهمكا ً بالمتابعة .. ناولته طبق البطاطا المقلية .. لكنه لم يستجب .. فكرت بإطعامه .. إنه يتحرك مثلي .. يخرج معي ..بدأت آكل .. راقبته .. كان هو الآخر يأكل معي .. لكن بهدوء .. بدون فوضى .. بدون ضوضاء .. تركته يلتهم طبقا ً يخصه .. بنهم .. أنيق !!
يتبع ...
دمعة في زايد