اقتباس:
ثانيا.. الفروق الواضحة في ثقافة / أعمار / بيئات المتحاورين .
. يكون لها التأثير الأكبر في هذا الاختلاف الحواري الواضح الذي تتحدثين عنه أختي الكريمة
|
في مجتمعنا الشرقي عادة لا تكون مستويات وحالات التفاهم الروحي و النفسية متوازية وأحيانا ينقصها التفاهم الحر في السلوكيات و طبيعة الاختلاف في الأمزجة والآراء و العواطف. جميعنا نخضع لوهم أن نكون نسخة واحدة ورأي واحد وأسلوب واحد في الحياة. إلى الدرجة التي من المحتمل أن نتوهم بأن اختلاف ذوق صديقتي قد يكون سببا هائلا لكوننا مختلفتين بصورة لا تحتمل، ومن شِأن هذا الاختلاف أن يعكر صفو علاقتنا ومن ثم قد يؤدي إلى عدم استمرار العلاقة. أظن أن هذا الوهم سوف يفرض علي أن أبالغ في المجاملة مع صديقتي لكي لا أبدو أمامها مختلفة الرأي و الذوق و المزاج، ولكي لا نكون عرضة لخسارتنا هذه الصداقة.
أفكر الآن أن مثل هذا السلوك غير الواعي هو ما يجعلنا مزدوجي الطبائع، نظهر غير ما نبطن في الحالات و المواقف المختلفة.
الجانب الثقافي الذي أريد الإشارة إليه هنا هو أن الجو الذي استحدث لنا في المنتديات الالكترونيى (كمثال) ربما ساعد بعضنا على تلمس وسائل وأساليب يمكنها أن تهذب لنا مع الوقت أشكال تعبيرنا لبعضنا البعض.
خصوصا إذا تيسر لنا بين وقت وآخر مناقشة سلوكنا وظواهر طبائعنا – كما يحدث في هذه اللحظة – بحيث نستطيع مستقبلا من كشف الخلل الاجتماعي الذي نحن ضحيته من غير أن ندري.
لكنني أود أن أقول في نهاية كلمتي بعد اذنك عزيزتي بعد الليل بأن علينا أن لا نغفل عن العفوية الإنسانية التي لابد لها أن تفيدنا لأنها الدليل الوحيد على طبيعتنا الإنسانية التي تنقذنا دائما.