اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عَرّابي
أستاذ محمد البلوي..
كان للقارئ النصيب الأعمق والأقرب
من مدادٍ جمع بين حكمةٍ حيكت بدقّة..
وما فوقها ..ودونها
تآلف في سياق المفردات يجدل التضادّ بدهشة التفاصيل
وأقتبس منها هذه ليس لأفضليتها
فالنص كلّه من ألف البداية إلى امتداد الفضاء بما لم يُكتب
مدهش ..ويستحق الإحتفاء بأعمق من ردّي المتواضع
- السَّعادةُ لا تضحكُ؛ بل تتظاهرُ بالضَّحكِ، تُربِّتُ على أكتافنا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تنفضُ الغبارَ عن أسمائِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تمسحُ الـ آهَ عن أصواتِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تغسلُ الصدى عن صمتِنَا بفرحٍ؛ وهي تبكي، تُقشِّرُ الصَّدأَ عن صدورنا بفرحٍ؛ وهي تبكي، وبفرحٍ تبكي؛ وهي تُعيدُ إلينا أشياءَنَا، وتملأُ الفراغاتِ الصَّارخةِ بين أصابعِنَا وأضلاعِنَا، وتُدغدغُ بالحلمِ النَّاعمِ أرواحَنَا، وبالأملِ اللَّينِ أوقاتَنَا، ومعنا ترقصُ وتُصفِّقُ وتُغنِّي؛ حتَّى آخر دمعةٍ في أحزاننا، حتَّى آخر شهقةٍ في أنفاسها.
والخاتمة جاءت كحلمٍ في عين المنام..
تأتي لحظة الصحو ذات غفلة..
لتقول : قم يا هذا فأنت تحلم..!
أيّها الراقي ..تحية مجدولة بآيات الدعاء عساها لائقة
|
النقيَّة الأستاذة رشا عرابي
نعم، يا نقاء، كأنَّما ثمَّة من يقولُ لنا: "قم يا هذا فأنت تحلم..!".
ثمَّة من يُحاولُ تخذيلنا ويسعى إلى إحباطنا، وثمَّة ما يحاولُ كسرنا وقصمَ ظهورنا بقشَّةِ الواقعِ القبيحةِ الثَّقيلةِ، الواقعُ الذي يؤُزُّ شياطينَ القبحِ والدمارِ والخرابِ والموتِ، من إِنسٍ وجان، ويحرِّضهم علينا؛ ليعيثوا في الأرض فسقاً وفساداً؛ وفي قلوبنا تهجيراً وتغريباً وتنكيلاً. وإنَّنا إذ ننظرُ حولنا يُذهلنا هائلُ السَّوادِ والظلمِ والظَّلام، ولا ندري إنْ كنَّا قادرين على الصُّمودِ بقلوبنا المُسالمةِ والاحتفاظَ بمحبَّتنا البيضاء وبأفكارنا المُتفائلة، ومع ذلك فإنَّنا نُحاولُ؛ وليس لنا إلَّا الصبر والإصرار على المُحاولة؛ إلى أنْ يُغيِّرَ اللهُ الحالَ، ويحكم في أمرنا، والله غالبٌ على أمره، وله الأمرُ من قبلُ ومن بعد.
أشكرك جزيل الشكر،
ومُمتنٌّ لكِ على جميل الحضورِ، وكلماتكِ النُّور، ونبلكِ وكرمكِ،
والله يحفظكِ،
ولك تحيَّاتي وتقديري