وحسرة الغنى الذى لا يجد من يأخذ منه أشدّ من حسرة السائل الذى لا يجد أحدا يعطيه.. ألا ليتنى كنت عينا جافة نضب معينها، يلقى فيها الناس بالحجارة.. فلعمرى إن ذلك لأكرم على النفس وأهون من أن أكون منبعا للماء الجياش يمر به الناس فلا يشربون.. ألا ليتنى كنت قصبة تطؤها الأقدام.. فلعمرى إن ذلك لأفضل من أن أكون قيثارة أوتارها من فضة، فى دار ربّها بلا أصابع، وأطفاله صم لا يسمعون.
جبران خليل جبران - حديقة النبى
مودتي