لقد دنت الهنيهة الحاسمة: دنيا البحر، ذراعاه الكبيرتان، صدره الرحب، موجه ذو الذوائب، أعماقه ذات الأسرار، ستتلقى كلها مولوداً جديداً بعد طول مخاض، مولوداً جديداً سيذهب ويجىء ويستقر ويضطرب ويعيش ويكبر ويهرم ثم ينتهى، وسيعرف، بين بدايته ونهايته، أشياء كثيرة وأسرار كثيرة، سيتعلم الكفاح والصبر، ويتذوق حلاوة الانتصار ومرارة الانكسار، وسيجربه البحر ويلطمه بقبضتيه الجبارتين، وعليه أن يكون قوياً ليسلم، مكافحاً لينتصر، وإلا ضاع وابتلعته الأعماق، فالبحر كالفرس الشموس، لا يعتلى سرجها إلا الفارس المغوار.
حنا مينه - الشراع والعاصفة
مودتي