غادرتها وأنا ممسك حقيبتي المدرسية بيدي وأعترف أن مغادرتها كأنت كالإنسلاخ من الروح لأني المفتون والهائم بها ولم يغادرني طيفها وأطياف ساكنيها ومازال عبقها يعصف بذاكرتي كلما هبت الرياح من الشرق .
عُدت لها ذات يوم ونسيتني وقيادة مركبتي فكنت أتجول بها وكأني إبن الثالثة عشر والعائد من شغفه اليومي والتعليمي يمشط الطرقات والموصلة لمنزله ويعد أسماء الرفقاء والأحياء بحنين وتوق لما كان من جمالٍ وزهوٍ وبساطة .
كَبِرنا وكبرت متطلباتنا وأعداد من فقدنا وكأن الحياة ماهي إلا حاجة يتخللها وداعٌ وتوديع ، مشى بنا العُمر بعيداً عما نحن عليه وبتنا نلجمنا بأمنيات العودة لما كُنا عليه وكأنه قد مضى بنا نحو باحات الحسرة والتوجد .
لمحاسن الحُسن بشقيها ولهفوفها ومبرزها و....الخ ألف تحية وألف ألف قبلة .
همسة :
ماضي متغلغل داخلي وممتد لحاضري ومستقبلي ماحييت .
هلوسة ولع --نواف العطا--