رؤية خاصة ومختصرة في نسبية الصواب والخطأ لدينا
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطأ والصواب أمران لايجتمع عليه اتفاق الجميع خاصة فيما لم يرد فيه نص شرعي وأنا هنا لا أتكلم عن الدين بل أتكلم عن مفاهيم الصواب والخطأ بشكل اجتماعي ونفسي .
وليس من الضروري في هذا النطاق إصرار البعض العجيب على أنه هو الصواب والاخرون هم الخطأ ، أو أن مسيرته هي الواثقة الصائبة ومسيرة غيره هي المعتورة الشائبة ، طبعًا هذا لايعني إما أن نكون مغرورين أو أن نكون خائفين كلا ، فالأمر لايؤخذ هكذا ولو اجتمع عليه الأكثرية .
وأيضًا لايعني تعثر (فلان) في خطى حياته أنه بالضرورة بسبب خطأ جسيم اقترفه ، وهذا بدوره لايعني عدم محاسبة النفس وانا هنا أقول محاسبة النفس لاجلد النفس ، كما أن اضمحلال الثقافة وضعف التجربة ونعومة الحياة ليست هي المؤهلات التي تجعل من الإنسان يصوّب أو يخطّئ أو يحكم بشكل صائب على العموم ، كذلك عدم رؤية الإنسان للآخرين بجواره بصدق يجعل حكمه أيضا بعيدا عن المصداقية ، كذلك ليس بالضرورة أن تكون التجارب السيئة هي التي يُستخرج منها الحكم العام أو طريقة الحياة ، فالمعافرة في الحياة لها دور ومحاولة الابتعاد عن الحكم بدافع ردة الفعل لها دور أيضا في الاقتراب من الحكم على الصواب والخطأ ، كذلك العادات والتقاليد أيضا لها دور كبير فكما أن البعض لديهم بعض الأمور هي صواب لايعذر جاهلها كذلك البعض يرى مايفعلون تزمت أو غلو أو ربما خطأ يعاب على أصحابه ، وهنا أيضا تهتز معاني الصواب والخطأ على الأشياء .
وكذلك فالهوى الشخصي والمزاج أيضا يلعبان دورا في اختيارنا للصواب والخطأ وإعطاء نفسنا الأعذار مقدما وعدم انتقادها لأننا نفذنا ( صوابنا) وابتعدنا عن خطئنا ؟
وعلى الطرف الآخر من لايرى صوابا إلا مايقوله له من تعلقت به مصلحة أو خاف من ضرره عليه ، فتراه يصوب صوابه ويخطّئ خطأه إما نفاقا حتى يصل أو خوفا حتى يطمئن .
فإذا كان هذا هو حالنا في تقرير الصواب والخطأ على الآخرين ، فهل هذا يعني أننا نلتزم بما نعتقده صوابنا لأنفسنا ونبتعد عما تأكدنا بأنه خطأ ؟
|