اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجاهد السهلي

سؤال:
هل بعض الأحوال الماضية التي نحن إليها جميلة و لطيفة حقيقةً أم أن تعقُّد الجديد و تطوره يوحي إلى الوجدان التوق و الحنين إلى الماضي لسهولته و عفويته ؟
أحيانا أحنُّ إلى بعض الأنماط القديمة أنماط حياة الطفولة أو بالأصح بالنسبة لي حياة "قريتي" و عندما أحلل و انظر إلى تلك الأنماط و الأحوال اجدها قاسية و لا تستحق الحنين...
تُرى هل الجديد سيء؟ أم أن الجديد ربما يكون حنينا بعد حين ؟؟!
في تصوري أن الإنسان يشتاق للبساطة و التقائية و العفوية و الحياة السادرة الخالية من التكاليف و يحن للطبيعة البسيطة التي هي الأم الأول للفطرة و الوجدان..
دامت بسمتك و جمال حروفك
|
اخي الكريم مجـــاهد
سؤالك نسأله انفسنا كل اشراق وغروب ....
نعم اخي الفاضل ... كان لرمضان في ماضينا وطفولتنا الجميله صفات انحسرت هذه الأيام ...
روحانية الشهر بصيامه وقيامه , تسابقنا لصلاة الفجر والتراويح , اجتماع ابناء الحي في المسجد للإفطار , ليس من جوع لكنها عادات صبيان الحي , ايقاظ اهلنا لنا للسحور , اشتياقنا لحبات الرطب وشراب التوت , تبادل الجيران صحون السمبوسه واللقيمات ومااستجد من طبخات خفيفه , يتنافسن عليها نساء الجيران , لعبنا في سكك الحي بألعاب شعبيه انقرضت , تبادل الزيارات فيما بين نساء الحي والأقارب في ليالي رمضان , حتى إذا ما دنا العيد ترقبناه وتسابقنا لشراء الجديد من الملبس , فرحين نمتلأ حبورا وبهجه , وصباح العيد تصطف في كل سكه انواع المأكولات الشعبيه تخرج الصحون من كل باب , ينتقل بينها الجيران يأكلون لقمة من كل صحن , يتبادلون كلمات التهاني والنكات .
كان هذا في الماضي الجميل الذي افتقدناه وحمله اجدادنا وآباؤنا رفق نعوشهم للقبور .
اليوم . يتساءل البعض عن هذا التحول العجيب من قدسية الشهر الى ماديته ؟
هل نحن كبرنا وغاضت براءة طفولتنا ام ان الأوضاع اختلفت ؟
اقولها لك اخي بكل صدق , الأوضاع اختلفت , ومن تسبب فيها شيطان اسمه ( البترول )
انعم على فئه وقهر فئات , وامسك زمام امره عقول لم يكن الانسان البسيط المكافح الباني المحب للوطن ضمن تفكيرهم .
اختلط القرار السياسي بالأقتصادي وطغت انانية النفس للنفس والحاشيه ومن يرتضونه
والنتيجه , تزاحم المجتمع على الماديات والتفاخر في كل اسباب الحياه , ومقابل هذا انحسر الدين وماتت العادات الأجتماعيه الأصيله , كثر المنافقون وطلاب الدنيا , واصبح الرياء سمة الأكثريه , وامسى ميزانك بين القوم بما تملك , وانشغل المجتمع وأُشْغٍل , بتوافه الأمور , وطفى على السطح الطبقيه والتنابز وادخلونا في متاهات غبيه لاجدوى منها في رفعة مجتمع ولاتصنيع ولا اختراع ولاتقدم ولامنافسة مع الامم , مثل مايسمى القنص ومزايين الأبل, واشعار تحط او ترفع من شأن قبيلة على اخرى , ومسابقات هزيله ممنهجه ومقننه .
والنتيجه مانراه اليوم مسميات غريبه على مجتمعنا ( ارهاب , مخدرات , تفحيط , بطاله , عنوسه , وأكثــر ... ) والقادم افضع !!!
حتى الأمم الطامعه تكالبت علينا والكل يخطط وبهدوء وعلى المدى الطويل .
ليتنا بقينا على بساطتنا وديننا ومحبتنا والفتنا وتواصلنا , وليذهب البترول الى الجحيم .
فلن يعيش المرء في الحالتين الا ماكتب الله له من العمر , ولن يأخذ من الرزق الا ماقسم له .
تحياتي وكل عام وانت بألف خير .