كنت طفلا ً صغيرًا يستذكر على مقاعد الدراسة كلمات الرسول "صلى الله عليه وسلم" عن الإسلام ومبادئه وقيمه النبيلة ويحذرنا عليه أفضل الصلاة والتسليم تكالب الأمم والمكيدة لديننا وأمتنا فكان عهد رسولنا الحبيب عهد البناء كالنور المبين الذي ينير أرجاء الظلام ويقيم العدل بكلام الرحمن وكم هي النشوة التي تعتريني لقراءة تاريخنا الإسلامي المجيد ذلك التاريخ الذي تحدث عن كسر جيوش كسرى واخزوا الروم وأقاموا العدل ونشروا العلم .
واليوم لا ندري هل نحن مفعول به أو مفعول لأجله ولكن الجميع يخطط لفكر يؤمن فيه ألا نحن لا يوجد لدينا سوى غرائز نتطلع لمداعبتها وبناء أحلامنا عليها وعندما تتعكر أمزجتنا نسكر لنسكر ولا نصحو ألا على واقعنا المرير فهل نستذكر الأهواز ذلك القطر العربي الغني بالذهب الأسود المحتل من قبل الفرس الذي تعيش فيه قبائل عربية احتلت أراضيه وهم يواجهون أنواع التنكيل والتعذيب وسلب الحقوق بل الإعدامات والمجازر التي ينفذها أبناء العلقم ظلم وعدوان لأنهم سنة أولا وثانيا عرب أم نستذكر احتلال طنب الكبرى والصغرى الجزر الامارتية المغتصبة أم نتحدث عن العراق أو البحرين أو اليمن لعبث تلك الأيادي المجوسية الأنجاس فيها وخلق الوصايا لأهدافها الطائفية أم نتحدث عن العملاء الطائفيون بعصابة الأسد وحزب اللات والعزى لنصر الشيطان وظلام المالكي الخائنين لعروبتهم المنفذين لسادتهم بقم من أجندة توسعية خبيثة تخدم مذهبها الضال وهي تحاول التربص بدولنا وهي تعمل ليل ونهار لمكيدة علينا والتربص بنا .
إيران تعمل بجميع الاتجاهات على الأرض للانتهاء من بناء قوتها النووية والعالم صامت فلا نسمع سوى جعجعة ولا نرى طحنــًا فقيام الإمبراطورية الصفويه هو الحلم الكبير ربما أصبح قريب ونحن بسكرتنا غافلون وعلى مجوننا سائرون فلا حول ولا قوة سوى الشجب والاستنكار !..
وعلى أرض سوريا الجريحة يلعب الكبار لعبتهم وهم يتقاذفونها يمنة ويسرى والدماء السورية ما هي سوى مسرحية لفصل من فصولهم الشيطانية ورغم مأساة الشعب العربي السوري فلا نسمع صوت للجامعة العربية ولا نرى لها قرارات صارمة سوى شياطين الفرس لعصابات الأسد المشاركون بأرض المعركة مع حزب اللات والعزى ونحن فقط متفرجون بمشهد صامت .
ولكن السؤال الصعب هل تتوافق الأجندة بطهران مع الأجندة بالبيت الأبيض وماذا أعددنا للأسوأ الاحتمالات ؟!..
طلال الفقير