
مدخل
أن تكون صادقاً مع نفسك ستكون صادقاً مع غيرك ستكون حرفك بكل ما فيه من شعور ...
( لُفافة مُرفقة مع هذه القافلة الراحلة ).
.
.
.
( رسالة الصفوة )
مهاجرون ..إلى أي مكانٍ نأوي إليه ! نحتسب ذلك رشداً / رزقاً ..
نعتقد أننا على الصواب ، على الدراية نسير ، ولا نعلم بأننا نتوه ، نضيع ولا نعلم بأننا نضيع ، لا نرضى بذلك حقيقة الأمر ، ولا نسعى لهذا العمق في التفكير ، كي لا تضطرب حياةُ رغدٍ نعيشها .
كلّنا يحمل كتاباً بداخله ، محتوياتهُ تحتاج إلى تفاسير ، تحتاجُ لقراءة بهدوء ، بعيداً عن الضجيج ، بعيداً عن إيقاعات المدينة ، بعيداً عن قصص تروى ، أو مشاهد متتالية تُتابع ضمن قنوات التلفاز ، بعيداً عن هدير الملاعب ، وعن فتنٍ كقطع الليل المظلم.
نحتاج للسكون ، للخلوة مع الذات ، للبحث عن إجابات لتلك التساؤلات الفاترة والتي ترددت زائرة ولم تجد محل إضافة لها ، لم يكن لها زمنٌ يمشي بهوادة وتأنّي ، فتنكمش وجلة من عصرٍ اكتظ بالنهم ، بالنقم ، بسوء الفهم وقبح الظنون المتأرجحةُ أمامنا.
ها نحن إذن !
ما الذي يرضينا بكل صدق ! ما الذي يشفي هذه الأطماعُ فينا ! ما الذي قد يجتث التقاليد والعادات لتتجلّى العبادة ولا غيرها يبقى.
وهل رضينا من الدنيا ضحكات زائفة ، أم رضينا أسفاً على أنفسنا التي لمْ تعد تُبصر بأعينها ، وإن أبصرت لم تبصر أبعدَ من الجفن بقليل.
هل استحقت صفة ( المجازفة ) أن تُنفى من حياتنا ؟ وهل رضينا بالهوانِ بديلاَ ؟ على أن تبقى الموائد ممتدة أمامنا بما لذّ وطاب من طعام ، على أن يبقَ لنا مواصلات تعجُّ بتقنياتٍ جامدة ، لا تحس ولا ترى وهي تحت الإمرة دائماً ، نلمّعُ ذلك باهتمام وتجاهلنا أن نلمّع الصحبة والإخاء في كل مكان.
أهذا زمنٌ قد أُخبرَ به أجدادٌ لنا بأنّنا غثاء كغثاء السيل ، نخشى الموت وإن ذكرناهُ بين الكلمات كرغبات جامحة ولا تتعدى ذلك ، ونحبُّ الدنيا بكل شبقٍ وتفانٍ لا ينتهيان.
إنّنا لا نُدرك بأنَّ العالم ينكمشُ انكماش الفناء ، وبأنّ الزمن بدأ بالتراجع والاختباء ، والساعات الأخيرة ستبدأ إيقاعها العظيم ، إلى نهاية حتميّة ، قد شهد لها التاريخ من قبل بأنّها تنخرُ الزمن بلا هوادة ، قد شهد بذلك الأنبياء ، لتتساقط بعد ذلك العصور والأزمنة بما فيها من خيلاء.
آل علي . 
10 / 4 / 1434 هـ
|