اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي آل علي
كان الحديث عن الأحلام وبأنها أرض الوطن المثلى التي يجب أن ينتمى لها وهذا لمسناه في بداية النص ( لا وطن لي غيرها ) لقد كان مجهولاً حتى تم إيضاحهُ بعبارة ( لا وطن لي غير هذه الأحلام ) وفي أثناء المسير وجدنا قوة التعبير وذلك في ( هذه الأحلام المتشبثة بطرف ثوب النعاس ) والتشبث هو : التمسّك كما جاء في معجم الوسيط أما طرف الثوب بمعنى : حرف ونهايته أما النعاس فهو : الفتور في الحواس ، والعبارة بمدلولها تعتبر غاية في الاتقان خالية من الشوائب وذلك التشبيه الذي قد يأتي في غير محله.
لا وطن لي غير هذه الأحلام والأحلام متمسكة بحرف ونهاية ثوب الفتور من الحواس لتشير إلى أن وطن الأحلام لم يبقى منهُ إلا أشلاء من حطام قد عم واستفحل.
(الذي يزورني كلّما شاء له الوقت أن يجيء
فأنا لا مواعيد تجمعني به ولخيبتي الكبيرة أنّني لا أملك عنوان داره لأدعوه كلّما أردت ..)
وهنا تأكيد بأن وطن الأحلام يعيد الزيارة بين الفينة والأخرى كلما سمح له الوقت بأن يأتِ لتشير العبارة بأن وطن الأحلام يقاسم الأمر مع الآخر والذي لا مواعيد لهُ في الواقع وكأن الأحلام هي الصلة الوحيدة التي تتمسك بها حتى يتم التواصل ببصيص أمل لا أمل له.
يا لها من خيبة أمل حيث أنها لا تملك عنوان داره لتدعوه بنفسها كلما أرادت ذلك وهنا نعود إلى عبارة ( وطن الأحلام الذي يزور كلما شاء له الوقت المجيء ) لنجد الاتصال العجيب بين زيارة الأحلام الغير خطط لها وبأنها لا تملك العنوان حتى تأتِ بها كلما شاءت.
(افتحُ باب الصّمت ليلاً وأترك للأفق نشيدي القديم ..*
هذا القريب البعيد ومن أمام العتمة أكتَسي بالأسئلة
هل من المستحيل أن نبلغ الرّحيق ؟ أما آن لنا أن نتلوّن بالرّبيع ؟)*
وهنا يستمر المونولوج بإجابات حائرة لا تجد الأسئلة السليمة حتى تكمل الأجزاء المتبقية من التعجب لهذا الحال فتصنع أسئلة حيرى لا تتفق مع إجابات تائهة في الظلام.
( ولا كنت أحسب أن الغيمة يمكن لها أن تشرد يومًا عن المطر )
وبهذا التعبير نأت إلى مسك الختام حيث التشبيه لكل ما تم ذكره بإتقان ولينتهي هذا السؤال بلا أي إجابة مقنعة فالحيرة باقية والحسرة كاتمة للنفس والعجيب كيف للغيم أن ينفصل عن المطر وهنا إشارة أخيرة بأن الحياة انتهت لأن الروح انفصلت عن الجسد..
جاء النص بأسلوب الرسالة القصير والتي أرسلت من الذات إلى نفس الذات أملاً منها بأن تصطاد حلًا يسد جوع الفؤاد الباحث عن وجبة إجابة دسمة.
الكاتبة أروى المهنا..
قالب نثري موجز مشبع بالصور الجمالية مترابط الأجزاء يكفي للإرواء.
تحياتي لك.
|
زاده جمالاً هو إطلالتك التي أتشرف بها القدير علي آل العلي
أسعدتني هذه المداخلة الرآئعة
لك إحترامي وشكري