أطمعنى سعة خُلُقِكِ و تقبلك للنقد في التطفل على مقطوعتك الغناء.
لا أتمنى أن أخوض في التراكيب و المعاني بإسهاب ؛ نظرا إلى وجود جمهرة كبيرة من المتذوقين لهم نكهة عصرية خاصة في استحسان بعض التراكيب المعنوية كما لاحظتُ من خلال بعض قراءاتي لبعض النثريات أو القصائد لبعض الفضلاء.
سأكتفي ببعض التصويبات العروضية و شيئاً من الإستفهام أو ما شابه عن المعنى.
على أن التدخل في التراكيب غالبا ما يسلب مراد الشاعر أو مغزاه أو حرم خياله .
.........................................
(مولاي َ هلْ مَنْ سِوانا في الْهوى أرِقا=قدْ عاشَ مسْحور كُلٍّ عِنْدما عشِقا .)
لم يتضح لي معناه ، هل المراد قد عاش كلٌ مسحورا عندما عشق؟ لا أدري
.........................................
(هتَّانُ حُزنٍ جرى في الرُّوحِ منْ ألمٍ=بنافِـــــــذِ الْمقْلتينِ مِنْكَ بي وســـــقى .)
الصدر أكثر من رائع ، قولك (بنافذ المقلتين منك ) هل المقصود به أن الهتين أو انسياب الدمع هو المشار إليه في الصدر؟ و هو الحزن الهتون؟ في نظري يحتاج إعادة ترتيب
..........................................
(مولاي كيْفَ قلبْتَ في الْجوى سهرًا=عبيرهُ في السَّما غنَّى شــــذًا عـــــــبقا)
لو كان الصدر هكذا: مولاي كيف أحلتَ الوجد بي سهراً.. لكان أقرب لسلامة الوزن .. على أن المعنى و بهذه الصياغة فيه نظر
..........................................
(هيلانةُ الليلِ طارت كلّها فرحًا =إلى حدودٍ رحيقُها نسى أفــــــــقا)
العجُز أو الشطر الثاني من البيت لو كان هكذا:إلى حدودٍ تناسى عرفها الأفقا.. لكان أصوب عروضيا.
لكن ما معنى (هيلانة)؟
.........................................
(تجْري بنهْرٍ طويلٍ لا حدود لهُ =روى الْأجاجَ عذوبةً بها نطــــــقا)
العجُز غير سليم عروضيا ... على أني أتسائل:أين فاعل (روى) ؟ هل يعود على (هتان حزنٍ) ؟ أم غيره؟ لانه بمعرفته و إيضاح المعنى تتم الصياغة.
.........................................
(ينضحُ سُكّرُهُ أقداح زنبقةٍ=تعطّرتْ بالنّدى تصْرخَهُ شــــــهقا)
لو كنت مكانك لأعدت صياغة صدر البيت ليسلم الوزن و قلت:
تنثالُ سُكَّرُه أقداح زنبقةٍ.
و كذلك عجز البيت .. بإمكانك محافظة على سلامة الوزن أن تقولي:
تعطرت بالندى شهقات صرخته
.على أني قد أخرج بهذا التعديل عن مسار مغزاك .. لكنه فقط كمثال
..........................................
(بكفّي قوافٍ كجمرٍ أطربتْ لهبًاتصدّع الّشوقُ موجًا يورقُ الشَّـــــفقا)
صدر البيت يحتاج إعادة صياغة ..لكني أقول -من باب التدخل في مرادك-: تصرف اللسان أو الفم أو الفكر أو القلب أو الروح
أو الوجدان أو الحس أو الهوى أو الجوى في تحبير القوافي أرق و اجمل و أكثر التصاقا بالقوة البيانية من إحالته إلى الجوارح كاليد أو الأصابع و ما شابه ؛ إلا إن كان المرادُ وصف القدرة الشعرية و قوة التصرف بالقوافي فيجمُلُ ذلك نظرا إلى حرية تصرف اليد و الأصابع بالشيء على أي وجه يريده الفاعل ، خلافاً للومضات العاطفية و الدفقات الوجدانية فجنبي الجوارح مقاربة الحروف.. هذا مجرد رأي
..........................................
تقبلي تقديري و امتناني لسعة روحك.