تفاؤل شعب
عندما طلبت الأوراق المتعلقة بملف المواطنين الشريفين – اللذين مازالا مليئين بالأمل بأن طلبهما سيلقى آذاناً صاغية وأدمغة واعية – استبشرا أن زيارتهما تلك لمكتب الحكومة العلية والسلطة البهية قد تكون الأخيرة لسلسلة من عشرة زيارات.
و يزعم الرجلان أنهما قررا بعد نظر وتدبير عميق المجازفة بإزعاج أصحاب العطوفة والسعادة موظفي الدولة الفريدة والحكومة العتيدة من أجل أخذ شهادة تقر بأنهما مازلا على قيد الحياة وأن تفاهات الدهر لم تتلف جميع خلاياهما الدماغية.
و لعل من نافلة القول التنبيه إلى أن أوراقهما ستحال أخيراً إلى المزبلة لأن ليس لدى السلطة البهية وقتاً كافياً للنظر في تفاهات مواطنيها الذين تعاني نسبة غير قليلة منهم من فقدان جزئي للذاكرة.
كما أن المدعوين، على سبيل المثال لا الحصر ما عاذ الله، يعلمان أنه قد أعلن منذ فترة وجيزة فقط الموت المجازي للشعب.
غادر المواطنان وشعاع من الأمل يلفح وجهيهما وسيل من العزيمة يجري في عروقهما فلا ثقة تعدل الثقة بالدولة الأبية.
حرر بتاريخه