ومالذي يُبقيني على ذكراه إن كنتُ أنا التي اخترت
فصل روحين تلاحمتا عمراً؟
مالذي يُعلّقني بنفسٍ ليست لي ولست لها، ما أتقنتُ معها شيئاً غيرَ تملّك الأشياء؟
مالذي يوثقني بعينين كانتا لا تغمضان حتى أهدأ، ولا تضحكان حتى تلتقي أهدابي تزامن ابتسامة؟
مالذي يجعلني منكَ أقرب برغم بعدك؟ وأكثر ثقةً برغم خوفك؟ وكأننا وُجدنا أنتَ وأنا، يوم أن قدّرَ النسيان للبشر
وكأنه كُتب لنا ألا نلتقي، مهما جمعتنا الأماكن وأبداً لا نكتفي مهما فرّقنا المستحيل وأوهمنا كل احتمال ..
وكأننا نصفُ غارقيْن، ونصفُ هاربيْن. لا نرمي بالنفسِ نحو احتمالاتِ انعزالٍ إلى حب، ولا اعتزالٍ منه .
كأنني وأنتَ، مقيدان بتاريخٍ تسقط بعد مضيّه سنواتنا واهتماماتنا .. تهرمُ
أحلامنا، ويصير الوقتُ لا يعني لكلينا شيئاً مجرد أرقامٍ وشمسٍ وقمرْ
صنعنا مسافرين، لكلٍ دربه ومسلكه .. لقائهما يستحيل، والسفر طويلٌ .. طويل والروح لا تنام
وما نحنُ إلا مثرثرين، تناجي غيابي وأتخيّل وجودكَ وأُسمعه وأُريه من بعُدَا عنه؛ أنا والأمل .
ولكن الثرثرةَ لا تصل ولا تُحتمل .. فالسكوت أوجب .. ولستُ الآن أعتب
وأعترف... كنتُ قد أعلنتُ انسحابي وخذها اليومَ مني،
لا أبالي .. لن أبالي ... إلا بك .