قبل أربع سنوات أو خمس تقريباً كنت في عَمان ومن خير الصدف أن صاحب العمارة من أصل فلسطيني وكل حياته في أمريكا وكل حياته هناك ولكنه من فترة لفترة يجلس في عمان كذا شهر لتواصل مع اقاربه واصدقاءه ومن حسن حظي أنه كانت بيني وبينه تبادل زيارات وجلسات ونقاشات عن الانظمة وآليتها ومدى تقبل الشعوب لها ومقارنات بين ما نعيشه كعرب وما يعيشه الغرب من خلال تجربة هذا الرجل وكان يشاركنا اصدقاءه وكلهم كبار في السن ، صدقاً ما اشعره لحظتها أني اجلس مع التاريخ واحداث الاحتلال الاسرائيلي وقصة الغصة الفلسطينيه بكل حزنها ومآسيها .
نرجع للنظام ومدى تطبيقه بلا مجاملات او عاطفه يحدثني صديقي الفلسطيني أنه كانت لديه مراجعه للمحكمة ويقول منذ دخولي لفت انتباهي ثلاثة شباب اشكالهم تقول أنهم عرب ، فقتربت منهم وبعد سؤالي عن اصولهم يقول : كانوا من الخليج العربي ، وسألتهم عن سبب قدومهم للمحكمة فقالوا : طلبنا وجبه وبعد الانتهاء منها ونحن في طريقنا رمينا بقايا الأكل من شباك السيارة على الطريق السريع ولسوء حظنا كانت دورية امن موجوده يقول فلحقنا صاحبها وعلى ما أظن أنه ضابط وحرر مخالفة على ما أعتقد أنها 1000 دولار ومضينا بعدها ونحن في الطريق يقولون لحقنا الضابط ورمى بقايا الأكل علينا وقمنا بالشكوى عليه ، يقول صديقي الفلسطيني أحببت ان ارى نهاية الحكم وما سيحدث ، يقول كان حكم القاضي غرامة الـ 1000 دوالار يدفعها الضابط ويعمل مع عمال التنظيف لمدة شهر لأنه اساء في عملة مع ان عذرة كان من غيضة لأن هؤلاء العرب يؤذون بلاده بالنفايات فكان ردة بان يؤذيهم كما أوذو بلاده .
فعلاً نظامنا قاصر جداً ومستحيل ان يطبق ذلك بلا محسوبيات وواسطة .
فكان صديقي الفلسطيني يقول من اسباب تطبيق النظام هناك هي قيمة المخالفة الباهضه الثمن لذا الكل يطبق القانون بلا مجاملات لكي لا يدفع مخالفه تكلفه الكثير .