
ذاتَ مَساء بَدأتُ مُستاء
أرى الوجوهَ تَنضَحُ حزناً
والضَحِكاتُ أصبَحت بالخَفاء !
في ذاتَ المَساء
أجلسُ في الرُكنِ المُظلِمُ
أحتِسيَ قهوَتي
وأرقُبُ الجَميعُ على إستحياء !
أُدَخِنُ .. أُفَكِرُ .. أتَساءلُ
الناسُ مابِهُم ؟
يبدو ليَ أشقِياء !
في الرُكنِ الآخرِ
مُسِنٌ بائِس ، يسكُنُ فيهِ الخواء !
لايدفعُ ثَمن قهوَتهِ
كما أخبِرَني النادلُ
أن لديهِ إستثناء ..
من الباب
يدخُلُ فتًى مُحَملاً بالعَناء !
يبحَثُ عن المقعَدِ المُظلم كما حياتهُ
وكما نفعَلُ نحنُ التُعَساء !
مسكين .. لقد ماتت أمهُ
بين يديه .. ذاتَ ليلةٍ ظلماء !
أعودُ أقرأُ ماتَيَسرَ لي
من الوجوهُ في الأرجاء ..
الجَميعُ هنُا مع أحزانِهم سُعداء
يطلبونَ قَهوةٌ مُرّةٌ سوداء
كأيامُهُم المُرّةُ و السوداء ..
كلما صَفعَهُم الوالي
كاذبون .. يقولونَ قدرٌ وقضاء !
هذا حالنُا في كُلِ مَساء
نجتمعُ بإستِياء في المقهى
عفواً في منفى البؤساء !..
مُصافحة أولى
لعلها تليقُ بـ أرواحِكُم ..
❊ الصورة تعود لـ مقهى هاﭭيلكا، ﭭيينا ..