منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ما خفي كان أبهى " العبدي ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2012, 02:20 AM   #1
مشاعل الفيحاني
( كاتبة )

الصورة الرمزية مشاعل الفيحاني

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 14

مشاعل الفيحاني غير متواجد حاليا

Lightbulb ما خفي كان أبهى " العبدي ...




ما خفي كان أبهى " العبدي " ...


العبدي "عبدالله" طفل العاشرة من عائلة مفككة تتجرع الحرمان يوماً بعد يوم ، فالوالد مدمن على المُـسـكر متنوع الإقامة ، تارة ضيف ثقيل على البيت وتارة في السجن ، والوالدة مستخدمة في إحدى المدارس الإبتدائية ، وثمانية من الإخوة يتوزع ثلاثة منهم على الأقارب من باب التخفيف ، أما العبدي و إخوته الأربعة فمع الوالدة في بيت لا يـحمل من صفات البيت إلا الاسم فقط ، ولكن مع كل هذه السوداوية تميز العبدي بموهبة مميزة وقدرة عجيبة على تصليح أجهزة الجوال والتعامل مع الإلكترونيات عموماً ، وأصبحت مهنته ومصدر للدخل ، و أصبح مدير المدرسة والمدرسين وبعض من الجيران زبائن دائمين له ، لكن المنظر الأكثر تأثيراً هو عندما يأتي العبدي وفي يده ريال خبز أو ريال صامولي وحليب وأحياناً حلوى ، أو يقوم يتوزيع المصروف على إخوته ، للحقيقة سكنت قصة العبدي مخيلتي لأيام وشغل تفكيري كذلك وخرجت منها بعديد من الأفكار سأستعرض ثلاثة منها هنا :

الرضا واليقين ||؛ّ!؛×

ما لفتني في قصة العبدي التي روتها لي والدته أنه و مع كل هذه المنغصات ، تعيش الوالدة حالة من الرضا واليقين الكامل برب العالمين ، قل ما نشهده في زمننا هذا مـِن مـَن يعيشون في رغدٍ من العيش ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ" ، واليقين متى وصل إلى القلب إمتلاً نوراً وإشراقاً ، وانـتـفى عنه كل ريب وشك وسخط وهم وغم ، فامتلأ محبة لله ، وخوفاً منه و رِضا به ، وشكراً له ، والعبد إذا أدرك حقيقة اليقين صار البلاء عنده نعمة والمحنة منحة .

العمر الإنتاجي ||؛ّ!؛×

مخطئ من يظن أن عليه أولاً أن يـُكمل تعليمه ، أو أن يتخرج من الجامعة حتى يبدأ في العمل وبالتالي الإنتاج ، فالعبدي منتج وهو لم يتعد العاشرة ، اكتشاف مواهب أبنائنا وتوجيهها التوجيه السليم ، وبالتالي توظيفها في الإتجاه الصحيح ، دور منوط بنا أولاً ، فرسولنا الكريم رعى المواهب الشابة وشجعها و وظـفـها أيضاً ، فـأبو محذورة الجمحي وظفه مؤذن لأهل مكة وهو شاب في السادسة عشر ، لجمال صوته ، والقائمة تطول .

التكافل الاجتماعي ||؛ّ!؛×

للأسف في مجتمعاتنا غلبت الروح الاستهلاكية للفرد ، وركنوا إلى الدولة و أصبح العمل التطوعي مقترن بمؤسساتها و بعض المؤسسات الأهلية حصراً ، علماً أن من أركان الإسلام دفع الزكاة ومن أعظم الأعمال الصدقة وهي أساس التكافل الاجتماعي في مجتمعنا الإسلامي ، فقد قال رسول الله : (( إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين وإمسح على رأس اليتيم )) ، وما موقف مدير المدرسة والمدرسين مع العبدي إلا شكل مبسط من أشكال التكافل الاجتماعي ..



 

مشاعل الفيحاني غير متصل   رد مع اقتباس