،،،
مختلفةً عن أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) ، أوروبا وبـ التحديد أوروبا الغربية العريقة ومن أهم دولها فرنسا تحيطك بـ أحداثها وقضاياها وهمومها الماضية تشعر عند دخول أزقتها والتجوال بها أن كل زاويةٍ تنبئك عن ما قد حدث فيه ، فمن واقع تجربتي الطويلة قليلاً في كندا وتقريباً الولايات المتحدة أصل إلى أنّ ما يسمى بـ نورث أمريكا عبارة عن مجلة أسبوعية تطلعك على ما يحدث في العالم من حولك ، أما أوروبا العجوز والخبرة فـ هي كتاب عتيق يعطي دروساً في التعامل جيداً مع الحياة وما سـ يحدث من حولك .
عبارة أعجبتني : "بوردو.. المدينة الدافئة ، فيها عبق التاريخ الفرنسي وروحه"
"تعد مدينة بوردو – جنوب غرب فرنسا – من المدن الأشهر عالمياً، بين المدن الفرنسية ، وبعد باريس مباشرة . هذه الشهرة التي تحملها الى كافة أنحاء العالم ، لم تأت من زراعة الدالية فقط التي تشتهر بها المدينة ، بل هي آتية من تاريخ طويل تمتلكه المدينة . ويشكل لها مادة تفتخر بها طوال الوقت . تعرضت بوردو في تاريخها للعديد من الغزوات . فدخلتها الجيوش الرومانية البابوية لتطهيرها من الكفر والإلحاد ، إذ كانت تمارس فيها الكثير من البدع الدينية الغريبة عن الدين . وقد تحولت الى المسيحية بالكامل في القرن السابع وتم بناء عدة كنائس وكاتدرائيات فيها ما زالت مائلة الى اليوم من أكبرها كاتدرائية القديس ميشال التي ترتفع في سماء المدينة ، وتعد من أكبر مبانيها التاريخية عظمة . كما أنّ الأمير عبد الرحمن الداخل قد دخلها مع جيوش المسلمين في العام 731 م ، لكنه لم يبق فيها كثيراً إذ هزمت جيوشه على يد حملة قادها شارلز مورتل عام 735م في موقعة Eudes وبذلك خرجت منها الجيوش الإسلامية والى الأبد ."
من جاء هذه المدينة المثقلة بـ الأحداث لا بد في المحصلة أن يخرج منها وفي صدره شيء من عبق ورائحة التاريخ ، أما في قلبه فـ ذكريات لا تنسى.