منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بين الاجتياز والتذكّر ......
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2007, 10:17 AM   #1
يوسف الحربي
( ابن المدينة)

افتراضي بين الاجتياز والتذكّر ......



بين الإجتياز والتذكر صراع يتكيء على سواعد خوف أوغل حد جذور الذات المتأرجحة بين امكانات القدرة ودواعي الضعف , التذكر لذكرى مريرة تستدعيها رياح ذاكرة تشكو حقائب سفرها تآكل فرح تكاثرت تشققات الفقر على أسماله , ومن التذكر نشأ دافع الإجتياز للسياج المغلق برتاج الرهبة مما هو آت , الإجتياز والتحرر من الكبت الجاثم كابوساً يعتادني كلما تشرّبت جفون الليل الظلام , ذاك الإجتياز يدفعني لامتطاء صهوة جواد الكيفية للخروج من قمقم الإنطوائية الى الأفق الرحب وتجاوز مرحلة البكاء كوسيلة للتعبير عن الرغبة في تغيير النمط الذي أسلكه الى وسيلة البحث بجدية عن الدفء والحميمية بيد أن عوائق تحول دون ذلك ومنها أن علاقتي بالمجتمع علاقة مضطربة تتأرجح على محوري الإقدام والإحجام , الإقدام لسبر الأغوار والإحجام بسبب الخوف من المجهول وما يخفيه وكل هذا صنع ستائر الوهم التي تحجب الرؤى ولا تنفذ خلالها الرؤية وكان انعكاس ذلك أن أصبحت علاقتي بالمجتمع علاقة انسحاب وهو مؤشر سلبي انبثق من عوامل القهر والخوف والتردد والتي تراكمت في النفس وكان نتاجها حياة التخيل التي أعيش في كنف أحلام توهماتها البعيدة عن الواقع ...
ثمة مشاعر تستوطن أقبية النفس , تستكين في بؤرة متناهية البعد في أعماق الذات , مشاعر أيقظها من غفوتها تمرد الذات على الذات والسعي للإنطلاق الى ماوراء العزلة .
وكالرواق في غلالة المدن واحتواء المنعطفات وتباين الطرقات تأتي لواعج النفس مكفنة بأبخرة الماضي وضبابية الرؤية فيطوي أديمها أديم النفس حد التنهد ..تأتي غلالة النفس في زوغان الشرود المتجذر في قفص اللاوعي , حينها تتكيء الأنفاس على خلجان المعرفة السادرة في عمق اللا بعد ..
ومن المعطيات السابقة تداعت أسباب اليأس بلقياك كحقيقة مدركة .. بحثت عنكِ في عالم لا تمسه أطراف الواقع , وجدتك هناك عند انتفاء الزمان والمكان ..
في الرؤيا رأيتك تتلونين وتلونين ..متكئة ..نائمة ..قائمة ..والمكان قوس قزح من خلال سجف , رأيتك وتعثرت بأذيال الصدمة , تلعثمت وتلجلج الحرف في فمي ثم ارتد الى مخارجه , عجزت أن أجمع شتات نفسي فانكفأت في زاوية الدهشة .
الإزدواجية في رؤية الكيفية والمكانية تفتقت من بواعث نفس متهدلة حد الرؤيا في المكامن الراحلة إليكِ في سنين الجفاف النفسي , تعطرت ذات رؤيا ليلية بأبخرتك المنامية فتورد حلمي يلامس رهف أذيال أبخرتك , كانت نشوة المنام مصابة بنزف فسيولوجي تولّد عنها إنفصام معرفي فوقفت حدقة الرؤيا في ازدواجية تبعث على الموت الاكلينيكي فماتت الحقيقة بعد صراعات متموهه..
,
,

من مذكرات مريض نفسي
ابن المدينة / يوسف الحربي

 


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف الحربي ; 04-07-2007 الساعة 10:41 AM.

يوسف الحربي غير متصل   رد مع اقتباس