الروائي انطونيو تابوكي
الشخصية عندي تولد كصوت باطني. ما الإلهام حقا؟ إنه ذلك الصوت،
الذي هو أنا بطبيعة الحال، لأني معتاد على التخاطب مع نفسي بصمت،
وبجمل حقيقية كاملة. تكون المسألة في البداية أشبه حلقة كهربائية مقفلة.
ثم يبدأ التحوّل والانقسام، او حتى الفصام، بيني وبيني.
فيروح هذا الصوت الداخلي، صوت الشخصية، يرتدي نبرة ليست تماما نبرتي،
كأنه صوتي وليس صوتي في الوقت نفسه. انه نوع من السكيزوفرينيا غير المؤذية.
ويجب أن أتفاوض مع هذا الصوت
وأن أخلق مسافة بيني وبينه لكي أفسح له أن يتكوّن بمعزل عني. آنذاك،
عندما أتيح لهذا التميز او لهذه المفاضلة ان يتجسدا، تنفتح الحلقة وتتحول مسرحا.
ثم أشرع أستضيف تدريجا على خشبة هذا المسرح أصواتا اخرى، من كل نوع ولون،
فتنطلق القصة. أجعل هذا بحارا، أُلبس ذاك معطفا جلديا،
أدبّر للثالث زوجة، وهكذا دواليك: تقع الأصوات على الورقة وتبدأ الرواية