منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ظَماي أنت
الموضوع: ظَماي أنت
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2011, 07:28 PM   #1
عادل السرحاني
شَمالي مُختلف جداَ

الصورة الرمزية عادل السرحاني

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

عادل السرحاني غير متواجد حاليا

افتراضي ظَماي أنت


.
.
.

عَزَاء

لَهَا وَلِي وَلَكُم يــَ أَهْل الْأَرْض أَجْمَعُوْن
حَسْرَة
لــ ِتِلك َ الْآَهَات الَّتِي تَزْفِر فِي مُحِيْط رِئَتَي أَقُوْل لَهَا كُوْنِي بَرْدا ً وَسَلَاما
مَعَاهِد
لِلْجُزْء الْفَاصِل مَا بَيْن الْعَقْل وَالْجُنُوْن كُن فِي سُبَات حَتَّى يُقْضَى الْلَّه مَا يُرِيْد
دَمْعَة
لــ ِ ذَالِك الْفُرَاق الْأَبَدِي عَهْد وَوَعْد لَن تَذْرِفِيْن دَمِعِك مِدْرَارَا ً يَا مُقْلَتَي ؟ حَتْمَا ً سَيَجِف نَبْعِهَا
اعْتِرَاف
بِصَرْخَة تُدَوِّي مَا بَيْن رِئَتَي وَصَدْرِي لَا اعْلَم مَتَى تَخْرُج لِحَيِّز الَوَجَوْد عَلَى عِلْم عِنَدَمّا تُدَوِّي سَيَخِر لَهَا الْعَاشِقُوْن وَفَاء
إِهْدَاء
لِلنَبْضَة الْتـَاسعة وَالْثَّمَانُون لِدَقَات قَلْبِي وَالْتِّسْعُون أَنْت ِ
لـَعثمة
لـ ِ آَهَاتِي أُلـ تِسْع وَتِسْعُوْن وَالْمُكَمِّل لَهَا أَنْت ِ
لِلْهَائِمِيْن عَلَى وَجْه الْأَرْض وَالتَائِهُون !!
أَقُوْل لَكُم ؟ دَثِّرُوْنِي، دَثِّرُوْنِي، دَثِّرُوْنِي
ثَمَّة بُرُوْدَة تُحِيْط بــ ِ أَطْرَاف جِسْمِي
إِحَسَّاس يَفْقَع ُ عَيْن الْعِفَّة, وَأَلَم يَنْخُر عَقَل الْصَّبُر حَتَّى يَخِر سَاجِدَا لِلْوِصَال
هَذَا الْمَسَاء تَسْطِع الْكُرَّة الْأَرْضِيَّة نُوَرَا لــ ِ اكْتِمَال الْقـَمر بِدَارَا ً فِي تَمَامِه لَكِن فِي عِيَن الْمُتَيَّم وَالمُّرْتَقّب ظَلَام ٌ كُل شَي ء !
كَيْف لَا وَالْرُّوْح خَاوِيَة مِن قِنْدِيْل انْطَفَأ فِي لَيْلَة حَالِكَة الْظَّلام
سَمَائِهَا رَعْد ٌ أَصْمُت أَذِن الانْتِظَار
وَبَرْق زَاد الْوِصَال
ظُلْمَة وَرِيَاح شَوْق عَارِمَة عَرَّت كُل الْمَشَاعِر مِن أَوْرَاق حَنِيْنُهَا
أَلَـــمْ عِنَدَمّا يُعَسْعِس الْلَّيْل ظُلْمَة وَتَسِيْر وَحْدَك َ فِي مُدُن الْجَوَى وَتَجُوْب مُدُنِه وَتَتَّكِئ ُ عَلَى أَرَصِفَتِهَا وَلَا نَدِيْم إِلَا ذَالِك الْظِّل الْمُلَازِم لَك وَذّكَريِات تُصْفَع خَد الْحُب وَتَمْتَمَة ٌ يَتَلَعْثَم ُ بِهَا الْلِّسَان وَآَهَات ٌ تَبُثَّهَا رُوْح مَوْجُوْعَة مَسَّهَا ضُر وَكَمَد
عِنَدَمّا تَرْتَجِي وِصَال مَن لَا يَأْتِي يَكُوْن كَأُمْنِيَّة غَرْس فِي خَاصَرْتُهَا سَيْف الْيَأْس وَأَصْبَحَت مُحَال !
وكَصَرْخة طِفْل يَوْم مُوَلِّدَة لَم يُكْمِلُهَا تَلَعْثَم وَاخْتَنِق بـهَا تُم َمات ثُم مَات ثُم مَات ثُم مَات
وَكـَ تَعَلُّقَنا بــِ وَهُم الْأَمَل وَنَحْن ُ نَعْلَم أَنَّه خُرَّافة تَحْقِيْقُهَا
حِزْيَنْة هِي أَرْض تَدُوْسَهَا أَخْمَص أَقْدَامِي
تَعْلَمُوْن
تَمُوْج تِلْك الْدُّمُوْع فِي مُقْلَتَي كَدَمْعَة يَتِيْم ذَّرْفُهَا فِي صَبِيّحَة يَوْم فَرَح
عِنَدَمّا تَنَفَّس الْصُّبْح ُ وَأَشْرَقَت شَمْسُهَا ؟
وَجَد أُمَّة تَكْسُوْهَا بُرْدَة حَالِكَة الْسَّوَاد تَئِن حَسْرَة لِفَقْد زَوْجَهَا وَخَضَّبَت أَطْرَاف بَنَانُهَا بِدَمْعَات مُخْتَلَطَة بِدَم الْمَوْت
هِي تِلْك مَشَاعِر مَن عَاش الْأَلَم مِن ْ كُل جَوَانِبِه حَتَّى وَصَل سَقْف الْكِفَايَة مِن ْ الْتِّيْه
لَا تَسْأَلُوا الْمَكْلُومِيْن عَن سَبَب حُزْنِهِم وَلَا تُرْهَقُونَهُم بــ بَلْسَم الْمُوَاسَاة و الْصَّبْر
وَلَا تَحَاوَلُوا إِيْجَاد الْحُلُول لـَهم لِأَنَّهُم فِي مَأْتَم فِرَاق
فَقَط قَدَّمُوْا الْعَزَاء وَارْحَلُوْا دَعُوْه يَتَنَفَّس الْحُزْن حَتَّى يَثْمَل وَيَمُوْت مَحْزُوْنَا ً
لَا شَيء يُحْرِق جَسَد الْصَّبْر وَيُشَوِّه مَعَالِمُه إِلَا ذَالِك الْفُرَاق الْمَلْعُوْن مَلْعُوْن أَنْت أَيُّهَا الْفُرَاق
لَيْت تِلْك الذَّاكِرَة لَا تَحْمِل لَهُم أَي ذِكْرَى لَيْتَهَا تَحْتَرِق كَمَا يَحْرِقُوُن الْهِنْدَوْس مَوْتَاهُم وَيَذَرَونَهَا فِي الْرِّيَاح مُحَال إِحْرَاق تِلْك الْذِكْرَيَات أَن هِي ّ إِلَا أَمَانِي!
لَيْت َ لِي قُدْرَة الْخَلَاص مَنْ ذِكْرَيَات تَالِدُه أَوْدَعْتُهَا فِي مُحِيْط الذَّاكِرَة
سُحْقا ً لِلْذِّكْرَى وَرُب مُحَمَّد قُدَّت الْفِكْر مِن دُبُر وَغُلِّقَت بَاب الْنِّسْيَان !!



"لن أ ُبيح من يختلس شيئاً مِنهاولم يَذّكركَاتِبُها والمَصدّر"
( عنوان الخاطره ظِمَاْيْ إنْتْ مَطلعْ قصيدة للأمير بدر عبدالمحسن )









كَتبتها بمداد معتق بِ الأَلمْ
تحيتي
" عَادِل السَرحاني"
2010

 

عادل السرحاني غير متصل   رد مع اقتباس