[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,black" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
غابتِ الشَّمْسُ أمْ تَوَارَى سَنَاهَا = بيْنَ وَجْهي عَشيَّة ً وَضُحَاهَا
صارَ للحزنِ في الجهاتِ احتدامٌ=وسماتٌ على الوجوهِ تراها
نبضُ هذي الجفون أصبح نهراً=في عيون ٍ تعوَّدتك اتجاها
خفقُ هذي الصدور أصبح ركضاً=بالغ العنفِ صاعداً يتناهى
في قلوب ٍ وفاؤها أزليٌّ=حبك الوارفُ الفريدُ احتواها
يا أخَ المكرمات ِ العظام ِ=والأمنيات العذاب كالندى ، يا أباها
راحلٌ أنتَ يا أبا الخير ِ هذي=رحلةٌ ترسمُ المنايا خُطاها
راحلٌ أنت كيفَ نرثي غَمَامَاً=هامَ بالأرض ِ، علها وسقاها ؟
إيهِ سلطانُ لستُ أرثيك إنِّي=أغبط الأرضَ إذ حواك ثراها
رحمَ اللهُ بسمة من حبورٍ=يتسامى نقاؤها عن سواها
أسْعدتنا على امتدادِ عقودٍ=واحتوانا سناؤها وسناها
هكذا تزمع الغيابَ وتمضي=عزّ فيها الحروف عزَ الشفاها
عزَّ أرضاً نمى بها الحبّ عُمراً=لأبِ الخير ِ بيدها وقراها
تقرأ اليوم في إيابك أمراً=قضَّ آمالاها وأوهى قواها
أيُّها الطائرُ الذي جاء يسعى=لا يعيد الطيورَ إلا هواها
بك سلطانُ عاد حباً إلينا=يذرع الكون صبحها وسراها
السماء التي يمرُّ عليها=تتمنى بقاءهُ في علاها
والمحيطاتُ والأراضينُ ترنو=نحوَ شمس ٍ تمرُّ عبر مداها
تقصدُ الشرقَ والجزيرةَ حصراً=والرياض ، الرياض كل مناها
هكذا يثمرُ اللقاء خلوداً=هكذا تبلغُ النفوسَ نُهَاها
هذه الآهة التي لا توارى=ضجت الأرض والمدى قال : آها
تُحمل اليوم ! كم حملت جساماً=وتحملت بَاسِماً مقتضاها
وترجلت في هدوءٍ كمنْ لمْ=يهب الجاهَ والفضائل جاها
تملأ الأرض مكرماتٍ وتمضي=يا لها شيمة ويا لصداها
أحرمَ الكونُ والصلاةُ أقيمت=مشهد أسلم الأكف الجباها
وعلا الصمت . ما تقولُ شفاهٌ=أثبتَ الفقدُ عجزها ومحاها ؟
غير همس ٍ وآيةٍ وحديثٍ=كلُّ من وحَّد الإلهَ تلاها
رحمَ اللهُ ذلك الطود كمْ=أهدى وأسدى فضيلةً ورعاها
رحمَ اللهُ دوحةً ظلها يمتد=وتسمو قطافها عن عِدَاها
تنشرُ الحبَّ والسلامَ وتندى=يملأ البشر والرضا من أتاها
لا يموتُ الكرام حتى يقولوا=أيّها الحِبْرُ هذهِ لا سواها
املأ الصفحةَ اخضراراً=وعنونها بسلطان واعتنق محتواها
لا يكون الخلود إلا لنهرٍ=يتحدى القرونَ يبلي بلاها
أوْ لِسُـلطانَ كَمْ تهادى وأهدى=كم ستبقى غيومهُ تتماهى
[/poem]