منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الكاتب بعد مرحلته ... بقلم:مهند الياس
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2011, 09:56 PM   #1
مهند الياس
( شاعر وكاتب )

افتراضي الكاتب بعد مرحلته ... بقلم:مهند الياس


رصيد الكاتب هو مدى قدرته على نيل اعجاب ( الاخر) وكذلك مدى تعلق افكاره وتشبثها بالفترة الزمنية التي تليه .. حيث تبقى افكاره تنمو وتتجدد ، مثيرة حوارا مستمرا إزاء مايطرح من جديد على صعيد
الابداع .. بعضهم يعتقد ان الكاتب ( تنطفيء )
افكاره بعد انطفاء ارهاصات مرحلته .. وهنا نسأل : لماذا نعود الى ( شولوخوف) في الدون الهاديء ، وتولستوي في ( انا كارنينا ) او ( ماركيز ) في الحب في زمن الكوليرا .. وحتى في ادبنا العربي .. هل فقد نجيب محفوظ مرحلته ان عالما ًيكتنفه الكاتب .. هذا العالم يتحول من مرحلة الى اخرى ومن عصر الى آخر ومن ثم يستقر في حالة ( متحركة) تجعل منه ( اي الكاتب) رصيدا ً قابلا ً للعودة اليه ، ولايمكن ان يؤثر فيه غبارالزمن ، ذلك ان ( وعي) الكاتب في هذه الحالة يصبح وعيا ً فذا ًمتحولا ً.. اما وان الكاتب لايحاول تجاوزعصره .. فانه يموت بموت عصره لا محالة ..!!
* هناك عبارة مشهورة لـ ( تورغنيف ) يقول : ( لقد اتينا جميعا من تحت معطف جوجول ) !
ويعلق الناقد ( فرانك اكتور) على مقولة تورغنييف هذه بقوله : ( ومع ان هذا القول ينطبق على القصص الروسي اكثر مما ينطبق على القصص الأوربي ، فانه يمثل حقيقة عامة ، وحين تقرأ قصة ( المعطف) لانها معزولة عن سياقها التأريخي فانها لاتبدو شديدة التأثير ) ..!!
.. ففي احدى الصحف ، قرأت خبرا مفاده ان رواية ( دستوفسكي) ـ مذكرات من بيوت الموتى ـ قد اشتراها احد الناشرين بمبلغ خيالي ضخم ، ليعيد نشرها بعد ان عثر على بعض من صفحات لم تكن اصلا ً موجودة في الطبعة السائدة في السوق ، حيث سيضيف هذه الصفحات وهي تعود الى الرواية الأم وتحتوي على فصول كثيرة .. وهي اكثر إثارة .. ومن هنا يتضح بان الرواية ستعيش عصرا ًجديدا ً وفعالية جديدة ايضا ً بالنسبة الى قراء دستوفسكي !.. صحيح ان الزمن في متغيراته يفرزالشيء الكثير.. ولكن هذه المتغيرات اذا لم تطمح في الدوران حول ما يحتاجه الإنسان من حاجات روحية وذاتية أساسية تدخل الى صميمه وتنفذ من خلال الآمه وهواجسه وعذاباته .. هذه المتغيرات سرعان ما يتلاشى وقعها وتموت مثلما تموت الأسماك في بحيرة يضمحل فيها الماء رويدا ً..!
ان وعي ( الكاتب) الذي يمسك بضراوة الحالات المتعددة والنافرة من الزمن ومن خلال تحرك هذا الوعي ( وعيه ) بإتجاهاته المختلفة .. انما يستدل على قدرة رصيده في التعامل مع جميع المقاييس .. وهنالك لاريب كتـّاب زخرت بهم ( فتراتهم ) بما قدموه ، لكنهم فقدوا ( ارصدتهم ) وافلسوا فيما بعد .. وبعد ان أوصد الزمن ابوابه عليهم واختنقوا بدخان أوراقهم .. بينما نجد كتابا ًمازالوا يعبشون بيننا ونعيش بينهم ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

 

مهند الياس غير متصل   رد مع اقتباس