
أين ألوذ بحُزني في غيابك ، وماذا أفعل بي بعد أن أصبحت غير قابلاً للحياة..؟
ظننت بأن العُمر جسر نمشي عليه ، وتطوف من فوقه أقدامنا واحدة تلو الأخرى دون أن نتضرّع لأجزاء سقطت من تلك الذاكرة.
لاأعرف كيف أضع في فمي قطعة خبز تكافح الموت ، فأنا لا أستسيغ الأكل منذ أشهر ، ولم أستطع أن أتناول إلا مسكنّات ليتها تُجدي نفعاً.
بحثت عن أمي لأسألها في غيابك ، هل كانت طفولتي بين أرجوحة سرير وحليب بنكهة الحُزن..؟
لم أعُد ذلك الرجُل الذي يرغب بأن يقتني الكُتب ، ولاتستهويني معدّات التصوير وجمعها ، أصبحت لاأرحل خطوة عن رسائلك وصورك..
أصبحت لاأتكئ على كتف وجودك بعد أن سلّمته عهداً أن لاأستند إلا عليه.
أصبحت أُشبه شمس المغرب إن بدأت بالذبول حتى تلتهمها الأرض.
أصبحت جمراً لايشتهيه الرماد.
أصبحت جزء من رواية طويلة ، لكن البطل والمجُرم والجريمة والضحيّة هم أنا.
أصبحت أكره أن أبكي بحجم بكائي عليك ، بحجم غيابك الذي منحني من الحُزن إرث عظيم.