
تربّص الحُزن بعينيها حتى شاخت منه، تبتسم والأمنيات تُغنّيها بصوت ناي حاد
كبيرة جداً لكنها في عُمر جورية صغيرة، حكاية طويلة لكنها لاتعرف النهاية أبدا.
ماذا فعل الحزن بك ياغرام..؟
لماذا أرى أودية الصبر تهتّز من مكوثك الطويل هناك، أنتِ تسكنين بغار من صمت
تأكلين من رغيف الحُزن ألذّه، وتشربين من ماء البُكاء دون أن يعلم عن ذلك احدا
ماذا فعل الحُزن بك ياغرام..؟
أنتِ مُجهدة من عناء السفر الى مُدن النسيان، تذاكرك القديمة ممزقة من البكاء.
روحك الباكية تصارع التعب لتصعد الى اعلى قمة جبال الدمع، لتبقى وحيدة عن كل
وجوههم، لتسهر، لتصرخ في أعلى صوتها، لتفقد عينيها بعد أن أحرقها الصبر.
أنتِ غرام تلطّخ بالحنين إلى الرحيل، إلى أي مكان آخر بعيداً عن وجوه البشر.
أنتِ حكاية من ألف خيط رقيق عُزلوا عن ألف دولة كبيرة لتسكن في محراب ضيّق
نشيدهم الوطنيّ: موطني قد عشت حُزن العابرين.
أنتِ الجهة الأخيرة من أول اُغنيات الحُب الموجعة، أغنيات الحنين، أغنيات البكاء.
أنتِ طفولة شرقيّة لم يمسسها الكِبر لكنها تشيخ ألف عام بحزنها الملتوي علي
ملامح عينيها.
ماذا فعل الحُزن بها..؟
وماذا سيفعل الأموات إن لم يشربوا من نهر حزنها زلالاً يُشفي بكائهم ، لاأحتاج أن أبكي
ياغرام.. لكنكِ فعلتِ ذلك بي.
-
خروج:
تعطرّت ملائكة الحُب من دمع عينيها ، غرام: ابنة ال 15 ربيعاً لكنها عن قبيلة
من أعظم أرواح الحُزن في أرض الله ، لن تتكرر في الأرض ويقيني لن يزول حتى أزول.