اليوم : الإثنين
بتاريخ 22-8-2011 م
كنت أقلب في بقايا أمسي
فوقعت بين يداي ورقة قديمة
فتحتها
وإذا بها رسالة
لا أدري ما الذي أتى بها بين أوراقي
ولكن
قرأتها بتمعّن
فإذا هي رسالة من عمٍ لي ، لـ عمي الأصغر
وقد كتبت في عام 1987
والغريب أنها كتبت في شهر 8
فوجئت حقاً
فأنا لم أولد بعدُ حينها
ولا أذكر أني سألت أحداً عن أي رسالة أو شيء للذكرى
فكرتُ مليّاً
قرأتها بفضول وشغف
لم يكون الفضول يدفعني لمعرفة محتواها
بل يدفعني لسبر غور عمي
وكيف كانت أيامهم سابقاً
وكيف كانوا يكتبون على ورق
بحبر جاف
ويرسلونها إلى بعضهم حيث يقطن كل منهم
كان شعوراً غريباً
تملّكني
وأحسستُ برغبة عارمة بالتهنّف
ودمعت عيني دمعة إنتماء
إنتماء لهذه الأيام
وإنتماء لهذه الأرواح التي كانت حولي
قبل ولادتي
وهذه النفوس الطاهرة التي تعود إلى ما جئت منه
فيا ترى ..
كيف سيكون الحال بعد 24 سنة؟
وكيف سيكون التواصل؟
ومن سيقرأ لي رسالة من أبناء أخي أو بنات أختي؟
وماذا سيكون فيها؟
ولمن ستكون مرسلة؟
،
تساءلت مراراً
وأيقنتُ أن العمر يمضي بلمح البصر
وأننا لا ندري من يلاحظنا من الناس!
ولا ندري عما بين أيدينا إلى أين سيذهب!
،
قد لا يستشعر أحدهم كلماتي
لكنها نابعة من إحساس باليقظة من سبات الحلم
وأنني على واقع
يجب علي أن أستغله
وأن أعمل فيه ما يحلو لي أن يُرى بعدي
وأن أكتب فيه ما أتشرف بقراءته من قِبَل غيري
،
بعد 24 سنة
قد أكون ، أو لا أكون
وقد يذكرني أحدهم أو لا
،
كل ما أتمنّاه : دعوة صادقة في ظهر الغيب !