منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مجرمٌ أنتَ ..
الموضوع: مجرمٌ أنتَ ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2011, 02:08 PM   #1
مريم السيابية
( كاتبة )

الصورة الرمزية مريم السيابية

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

مريم السيابية غير متواجد حاليا

Arrow مجرمٌ أنتَ ..




مَساءَاتُ اْلحَنينِ ,’,

مجرمٌ أنتَ ..

وَوجهكَ زِنزَانةٌ مُعلقةٌ فِي فُرجةِ عَينَايَّ , والسقفُ المخرومُ بأصابعِ غِيّابِكَ يُقاْيِضُ
عُمري بِحُفنةٍ مِن حُبِّكَ , يُجندهُ طينُكَ الموشومُ في سُلالتي , غَارِساً فِي خَاصِرتي
منفَاكَ , وليلُكَ الطَويلُ ذَاكَ اْلكَائِنَ الأنْكى , المُترعُ بالشِتاءِ , ولمْ تَمْنَعني اْلمَعاطِفُ
عَنْ صَد بَردِكَ , وَهو يتلذذُ فِي تَمطيهِ عَلى عِظَامِي !
مُجرمٌ أنْتَ ..
وألفُ سنوْنوةٍ خَلعتْ رِيشها إكراماً لجبينكَ , بعدَ أنْ هَجرتها أغنياتُكَ , وَصَيّرْتَ الغَيْم
حُقولاً مِن النَخيلِ تَتبعُ سَيْفكَ اْلمَغموسَ بِرَائِحتكَ , وَقدَ عَلِقَتْ اْلأرضُ بِطَرَفِ رِمْشِكَ
مُتوسَلَةً مَطركَ اْلأزْرَقَ , بِالإنْزِلاقَ فِي جَسِدهاْ كَي تَكونَ مُباركَةً , وَتَحظى بِرَقْصَتِها
الأخيْرَةِ مَعَ اْلرِيْحِ !

مُجرمٌ أنتَ ..
وَفَلَجُ قَريَتِنا شَاهِدٌ لكَ, يَومَ أنْ وُلِدَ مِنْ كَفيْكَ حَرْبٌ مُثْمِرَةٌ بِالتينِ وَاْلسَفرجِلِ , وَتُرابُكَ
يُجاهِرُ بِخُصوبَتهِ لِلتُفاحةِ/ أنَا , وألفُ يَمينٍ غَموسٍ أطلقهُ شَيخُ قَبيلَتي , عَلَى أنَّكَ
وَحْيٌّ كَاْذِبٌ لِقَدري , وَبِأنَّك لا تَحملُ نُبوءةَ المُلكِ لِحَياتي , وَبِأنَّكَ مَوسومٌ بِالغِيّابِ ,
وَالرحيلِ وَاْلمَسافةِ !

مُجرمٌ أنتَ ..
وَاْلمَدينَةُ اْلتي جِئْتَ مِنهاْ بَائِعَةٌ مُتجَولَةٌ لِأحْلَامِنَاْ , اللائِي كَتبنَاها عَلى وَرَقِ
اْلرُمَاْنِ , وَطَيّرْنَاها مَعْ فَمِ اْلريْحِ صَديْقَةً أقْسَمَتْ سِراً وَجَهْراً , أنْ تُريني فِي
بِلورتِها , شَجرةَ اْلعَائِلَةِ وَإيَّاكَ , وَالتي لَمْ تَأتِي أُكلها حَتّى اْلسَاعةِ !



مُجرمٌ أنْتَ ..

وَدَمُك اْلمُثخَنُ بِعِتمةِ الليلِ يَعفر جَبْهَتي بِالسَهرِ , فَيُبَلِلني اْلسَوادُ , وَمَائةُ
نَجمةٍ مُتَبلّةٍ بِالضوءِ تَنحرُ نَفْسهاْ قُربَاناً , وَتُقيمْ اْلسَمَاءُ حِدَادهاْ اْلمَيمونُ ,
وَيَرقُصُ اْلغَيمُ اْلمَجروحُ بِأنَامِلكَ , غَارِقاً فِي هَاْلَةٍ مِنْ نُوركَ , فَيُعيدُ تَكوينَ
نَفسهِ كَرّةً أُخرى !

مُجرمٌ أنْتَ ..
حِيْنَ تَرشُّ عَلى ثُقوبِ ذَاْكِرتي مِلْحَ وَجهِكَ , فَيَتكَوّمُ غِيّابكَ عَلى تَفَاصِيْلي
اْلدَقيقَةِ , ويَنْفُضني اْلوَجعُ كَنَخْلَةٍ خَاويةٍ عَلى عُروشِها , وَقَدْ تَخلّتْ عَنْها
جُيوشٌ وَمَمَاليكَ , وَأيقَظَتْ شَمْساً نَسيتْ ضَفيرتِهَا عَنِد شَلالِكَ بَعدَ أنْ اغْتَسلتْ بِكَ !


مَخرج /
مُجرمٌ أنْتَ .. كَمْ أُحبُّكَ !

 

التوقيع

وَأَنا الآن المْجرّدةُ مِن كَلام الله
المَرْسولَةُ إلَى إنْغلاقِ القُلوبِ التائِهةِ
إنّهُ لَيُقْلقُ "آيات" رُوْحي كُلُّ هَذَا
المُتكسّرُ مِنْ شظاياْ اليَقينِ عَلى
أَكْتافِ المُعْدمين..!

مريم السيابية غير متصل   رد مع اقتباس