شكرا لكِ يا فرح .
بماذا أبدأ .؟!
كان رمضان أول جميلا للغاية يوم أن كنّا نخرج إلى البراح قرب منزلنا لنلعب مع بقية الأطفال بالكرة / الدراجات الهوائية / شرطي و حرامي و الكثير في نهّار رَمضان ،
كنا صغاراً نلعب و أهلونا يعلمونا الصوم كنا نختلس وقت انشغالهم اختلاساً لرشف قطرة ماء و من ثم اللعب في الأزقة فيما كان الكبار يلهثون عطشاً ، الآن شغل التلفاز مكان الفريج / الحارة .
زمان أول ، في رمضان ترى الأطفال محملين بالصحون و شيئاً من مائدة الجار لجاره و الآن لا أحد منهم استعاضوا عن الأطفال بالخادمة التي لا و لن تفهم المغزى من فعل ذلك كما لن يفعل أطفال هذا اليوم .!
كان جدي لأمي رحمه الله يفطر معنا ثم يأخذني و أخويّ سعد و راشد إلى المسجد لأداء التراويح ، كنا نتقافز كفراشاتٍ حوله فرحاً و أحياناً يرافقنا أبي حين تسمح ظروف عمله بذلك .
كان جدي متوسط المشي ، ما بين الإسراع و الإبطاء كنت أحياناً لا ألحق به فيتوقف من أجلي و أحيانا يمسكني من يدي .
سعد و راشد كانا يسبقاننا دوماً بالركض . رحل جدي و رحل راشد و لم يتبق لي منهما سوى الذكرى .
حدث مرة أن ابتعنا بعد صلاة التراويح سكاكر بحجم قطعة النقود و كنت أغني أغنية علمتنا إياها مدرسة الموسيقى المصرية
لا أذكر سوى أنني كنت أردد ( يحليله يحليله ) ثم غصصت بقطعة السكاكر ، كل ما أذكره بعدها يد أبي التي انهالت على ظهري ضربا في محاولة لإخراجها ،
تقول أمي إزرق لوني و كدت أموت اختناقاً . بعدها كان راشد و سعد يغيضانني بها مقلدين المشهد ( يحليله يحليله قوق قوق ) و قوق قوق هذه تعني صوت الغصة :d !
يا فرح لو تعلمين أنني أضحك و دموعي تكاد تخنقي و أنا استعيد هذه الذكرى ،
سأعود فهناك الكثير ليتنفس !
